أظهرت دراسة حديثة في السويد أن الأشخاص الذين يحظون بالكثير من الأصدقاء على الموقع الاجتماعي "فيس بوك"، يمتلكون دماغا يختلف عن أولئك الذين يتوفرون على عدد قليل من الأصدقاء. وأوضحت الدراسة أن الذين لديهم أصدقاء كثر تكون لوزة دماغهم أكبر من الآخرين. ولوزة الدماغ أو "الأميغدالا" وهي جزء من الدماغ على شكل لوزة موجود في فصي الدماغ الأيمن والأيسر، ومرتبطة بكل جزء من أجزاء الدماغ وتشارك في أنواع متعددة ومختلفة من الظواهر الاجتماعية والنفسية كالإحساس بالخوف والتعبير عن العواطف وتحريك الذاكرة وتفعيل حاسة البصر وتوطيد التفاعل الاجتماعي وغيره من الأحاسيس. وكشف الباحثون أن لحجم الدماغ دورا في قدرة الإنسان على التواصل اجتماعيا مع الآخرين داخل المجتمع الحقيقي والافتراضي أيضا. وعمد الباحثون إلى التدقيق في حجم الأميغدالا، التي تتحكم إجمالا في حجم الدماغ بشكل عام، وتبين أن الحجم مرتبط ليس بالرضا من العلاقات الاجتماعية بل بعدد الأشخاص في الشبكات الاجتماعية ومدى تعقيدها. والمقصود بالتعقيد هنا هو أن يكون في الشبكة أشخاص يلعبون أدوارا عدة مثل أن يكونوا أصدقاء وزملاء في نفس الوقت. واجري البحث على مجموعة مختلفة من النساء والرجال والشباب وتبين أن عدد الأصدقاء الفاعلين في حياة الإنسان يلعب دورا مهما في تطور الدماغ ومحافظته على نشاطه لتعدد وظائفه وكثرة منابع معارفه واختلافاتها. وحذر الباحثون من ارتفاع عدد الأصدقاء والمعارف الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تشتت الأفكار وضياعها وخضوعها لآراء الآخرين.