"يا أهل الفن.. يا أهل المفتقة.. يا أهل الشحم واللحم.. ماذا تأكلون؟ وكيف تربون جثثكم؟ عيني عليكم باردة.. لو كان الفن بالوزن لكنا أكثر أهل الأرض فناً.. ولرفعت أوزان أهل الفن عندنا رأس مصر عاليا بين غيرنا من الأمم (المسلوعة). هل رأيتم كيف أخطأ مخرج فيلم "ليت الشباب"، فلم يستغل البطلة (رجاء عبده) ليفصل من جسدها ثلاث بطلات؟" ما سبق كانت مقتطفات من مقال كتبه الراحل يوسف السباعي منذ أكثر من ستة عقود من الزمن، وهي مقتطفات لو كتبت اليوم لاتفقت مع طبيعة ما نراه من زيادة أوزان مشاهير الرياضة والفن والمذيعات، وهو ما دفع وزير الإعلام المصري أسامة هيكل لأن يصدر قراراً بمنع مذيعات التلفزيون المصري ممن تزيد أوزانهن على 70 كيلو جراماً من الظهور على شاشات القنوات المختلفة، وهو ما جعل نحو 15% من المذيعات الحاليات يخضعن لأنظمة الرجيم القاسية، حتى يتخلصن من أوزانهن الزائدة لمعاودة الوقوف أمام الكاميرات. ومن أشهر هؤلاء المذيعات إيناس عبدالله، وميرفت نجم، وأسماء سماحة، اللاتي بدأن بالفعل اتباع نظام غذائي قاس لإنقاص أوزانهن. وحسب ما صرح به مصدر قريب من هيكل، فإن "قرار الوزير صائب، خاصة أن مظهر المذيعة يمثل عنصرا أساسياً لتواصلها مع المشاهدين، وتفاعلهم معها، إضافة إلى أن وزن المذيعة يزيد بمقدار الثلث أثناء ظهورها على الشاشة". وأرجع المصدر استمرار ظهور بعض المذيعات على قناة "نايل تي في" إلى أن "عامل اللغة لعب دوراً مؤثراً في عدم خضوع مذيعات في قناة "نايل تي في" لقرار هيكل"، مشيراً إلى أن "عدد المذيعات في القناة قليل، في ظل ضرورة إتقان من تعمل بالقناة للغات أجنبية". من جهته، أكد علي غيت المخرج في التلفزيون المصري أن "قرار أسامة هيكل مثله مثل كل قراراته السابقة لم تحظ بقبول الإعلاميين والعاملين بالتلفزيون"، وهو نفس ما أكدت عليه المخرجة دعاء عبدالمجيد، مشيرة إلى أنه "من الأولى أن يهتم وزير الإعلام المصري بما هو أهم من أوزان المذيعات، مثل تعديل لائحة أجور العاملين في التلفزيون المصري، ووضع سياسات تحريرية من شأنها البعد عما يؤجج المشاعر السلبية في الشارع المصري". زيادة أوزان المذيعات أعاد للأذهان زيادة أوزان نجمات السينما والتلفزيون، ومنهن سمية الخشاب التي ثار كثير من الجدل بشأن ظهورها بوزن زائد في مسلسلي "وادي الملوك"، و"كيد النسا" اللذين عرضا في رمضان الماضي على كثير من الفضائيات، وهو ما ردت عليه سمية قائلة إن السبب يعود لمرورها بظروف صحية جعلتها تأخذ جرعات من الكورتيزون، مما أدى لزيادة وزنها. ونفت سمية الشائعات التي روجت إلى أنها خضعت لعمليات تجميل بوجهها لتزيد من حجمه من خلال استخدام حقن البوتكس، وقالت "كل ما في الأمر إنني كنت مريضة، وأخذت جرعات من الكورتيزون، مما زاد وزني وشكل وجهي، ولم أخضع لعمليات تجميل لأنني لا أحتاج إليها". الأمر نفسه عانت منه الفنانة مي عزالدين، التي بدت عليها زيادة الوزن في مسلسل "آدم" ، الذي شاركها بطولته تامر حسني، وماجد المصري، وأحمد زاهر، وهي الزيادة نفسها التي منعتها من تصوير الجزء الثالث من فيلم "عمر وسلمى". وهو ما يعلق عليه الناقد الفني طارق الشناوي قائلاً "الحديث عن أوزان الفنانين وليس عن أدائهم لا يخرج عن قواعد النقد.. وذلك لأن الفنان عندما يقف أمام الكاميرا مؤديا شخصية درامية يصبح وزنه في هذه الحالة جزءا من الحالة الإبداعية التي يقيم الناقد مدى ملاءمتها للدور". لعنة زيادة الوزن، امتدت إلى أحمد حسام "ميدو"، نجم المنتخب القومي المصري ونادي الزمالك، حيث أدت زيادة وزنه إلى اختفائه عن الملاعب لفترة طويلة، قبل أن يظهر ضمن تشكيلة فريق ناديه "الزمالك" في مباراته الأخيرة في الدوري المصري مع نادي غزل المحلة. وكان وزن ميدو قد أثار له مشكلات كثيرة مع الصحافة البريطانية أثناء احترافه في نادي توتنهام، ثم إعارته إلى نادي ويجان، الإنجليزيين حيث سخرت بعض الصحف البريطانية من زيادة وزنه، ووصفته بأنه "أكثر لاعب في العالم يأكل سندوتشات".