مفتاح السيارة لدى البعض له مهام متعددة، فمن فتح باب السيارة إلى طرق الأبواب، إلى كشط بطاقات الشحن، ونحو ذلك؛ إلا أن أسوأ هذه المهام هو استخدامه لتنظيف الآذان، تلك العادة التي يمارسها البعض في صالات الانتظار، وفي المسجد، وفي الشارع، دون الالتفات لمخاطرها الطبية التي قد تفقدهم السمع. ولم يكن المفتاح هو الوسيلة الوحيدة لإزالة المادة الشمعية من صيوان الأذن وتنظيفها، فأعواد الكبريت وذراع النظارات وأي آلات مشابهة لها نصيبها من الاستخدام في هذه العملية . " الوطن" رصدت آراء البعض حول هذه الظاهرة ، حيث أشار خالد الشهري (معلم) إلى أنه لا يمر يوم دون أن يشاهد شخصاً يمارس هذه العادة السيئة، مشيراً إلى أنه لاحظ أن العملية تتم بطريقة غير إرادية، فالبعض لا شعورياً أثناء حديثه مع الآخرين يخرج المفتاح من جيبه ويبدأ في تنظيف أذنه دون مراعاة لمشاعر الآخرين، والبعض الآخر يلجأ لهذه الطريقة أثناء التفكير، والبعض يلهو بها أثناء الانتظار . واعترف ماجد العتيبي أنه بالفعل يلجأ لهذه العادة لا شعورياً في بعض المواقف، مشيراً إلى أنه يدرك خطورتها، لكنه يحاول دائماً ألا يصل المفتاح إلى داخل الأذن، خشية أن يتسبب في ضرر لا تحمد عقباه . من جهته قال استشاري جراحة الأنف والأذن بمستشفى الأمين بالطائف الدكتور حسن بن أحمد فؤاد أن تنظيف الكبار لآذانهم بالمفاتيح وأعواد الكبريت عادة خطرة، مشدداً على أنه يجب الامتناع عن تنظيف الآذان بهذه الأدوات، وما شابهها، لخطورتها الشديدة على الأذن، أو تنظيفها بالماء من الداخل، لأن ذلك يؤدي إلى الإصابة بفطريات الأذن. وبين أن هناك سلوكيات أخرى خاطئة تشكل خطورة على الآذن، ومنها إرضاع الأم لطفلها وهو نائم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى، وقد يتسبب في ثقب بطبلة الأذن، وإهمال ارتفاع درجة حرارة الطفل، أو تقديم بعض الأدوية له دون استشارة الطبيب. وأضاف الدكتور فؤاد أن نحو 80% من الأطفال تحت سن الثالثة يولدون ولديهم تضخم في لحمية خلف الأذن، وقد يستمر هذا التضخم حتى سن الثالثة، مشيراً إلى أنه إذا لم يحدث لها ضمور طبيعي، فلا بد من إزالتها جراحياً، حيث إنها قد تسبب ارتشاحاً خلف طبلة الأذن، وضعفاً بالسمع، وقلة التركيز، وتشوهات بالأسنان والتهابات بالصدر، وقد وجد أن من بين كل خمسة أطفال يوجد هناك طفل لديه مياه خلف طبلة الأذن (ارتشاح) نتيجة انسداد قناة استاكيوس. وحذر استشاري جراحة الأنف والأذن الشباب من سماعات السيارات ذات الأصوات العالية والهواتف النقالة، مشيراً إلى أن نحو 15% من الشباب مصابون بصمم حسي عصبي.