يبحث خمسة أشقاء عاشوا في المملكة عقودا عن إثبات لهويتهم، حيث فوجئوا بعد وفاة أبيهم منذ 18 عاما بأنهم ليسوا سعوديين، وأن أباهم يحمل الجنسية اليمنية، مما جعلهم يدخلون في دائرة مفرغة لها بداية وليس لها نهاية بين السفارة اليمنية والأحوال المدنية بالمملكة. ويشير أحمد محمد عبده زهير مجرشي الابن الثاني في العائلة "26 عاما"، إلى أن معاناتهم بدأت بعد وفاة أبيهم، حينما ذهبت أمهم السعودية الجنسية لاستخراج كرت العائلة لأولادها الستة الذين يحملون شهادات ميلاد سعودية، حيث أخبرت بأن الأب ليس سعوديا وإنما يمني. ويستطرد بقوله "استمرت والدتي في متابعتها للأمر من أجل حصولنا على أوراق ثبوتية تمكننا من العيش كمواطنين نمارس حقوقنا، حتى توفيت منذ ستة أشهر ولم تصل لشيء". أضاف "حتى لو فرضنا أن أبانا يمني الجنسية على الرغم من نفي السفارة اليمنية وجود اسمه ضمن الجالية اليمنية في المملكة أو وجود اسم له ضمن السجلات فلماذا لم نعامل كأبناء سعودية وتستخرج لنا هويات، خاصة أننا ولدنا وعشنا في المملكة ولم نعرف سواها وطنا". ولفت إلى وفاة شقيقه الأكبر جمعان (وهو السادس في الإخوة) بعد معاناة طويلة مع مرض غامض ولم تمكنهم حالتهم المادية ولا وضعهم القانوني من معالجته، مما جعله فريسة سهلة للمرض حتى أسلم الروح لبارئها في ريعان شبابه. وأضاف أنه وإخوته الأربعة فريد وخديجة ورمان ونادية، الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال17 وال30 عاما يجهلون مصيرهم، فهم مكبلون لا حول ولا قوة لهم، حيث حرموا من التعليم وتلقي العلاج في المستشفيات الحكومية، مع إصابتهم بالدرن منذ ثلاث سنوات. وأكد أنه وأخوه فريد يجدان صعوبة في الحصول على فرصة عمل وذلك لاعتبارهما مخالفين لأنظمة العمل، مما يجعلهما يتنقلان من عمل لآخر مقابل رواتب ضعيفة مقارنة بأقرانهما، مشيرا إلى أن بقائهما لأوقات طويلة بدون عمل ويعيشان مع أخواتهما الثلاث على صدقات أهل الخير. وبالنسبة للأخوات الثلاث فمشكلتهن وفقا لرأي أحمد تعد أكبر وأصعب، فكيف لهن الاقتران بأزواج في ظل عدم وجود أوراق ثبوتية لهن، لا سيما مع وضعهن المالي المتردي الذي ينفر منهن أي مقبل على الزواج، مؤكدا أنهن كن يرغبن في العمل في إحدى الوظائف المتاحة للسعوديات لمساعدة أنفسهن، إلا أن وضعهن لم يسمح لهن بذلك. وقال: على الرغم من تقدمنا بشكاوى لجهات عدة لمساعدتنا في تصحيح أوضاعنا ومنها هيئة حقوق الإنسان إلا أنه لم تصلنا أي إفادة شافية من أي جهة. ولفت إلى أن أمه التي تدعى شرقه جنيد علي الصبياني تزوجت أباه عن طريق المحكمة بعقد شرعي صادر من محكمة جدة للأنكحة برقم 134/ 9 بتاريخ 13/ 3/ 1397، ومكان العقد غليل الجديد بجدة، فضلا عن أن أباه عمل موظفا في مؤسسة النقد العربي السعودي كموظف سعودي باسم (محمد عبده زهير مجرشي) بحفيظة رقم 37489، ثم انتقل لأحد البنوك ومنها إلى شركة بترول، ويؤكد أن والده لديه مستند رسمي من وزارة الداخلية قسم تحقيق الشخصية صادر من مديرية شرطة جدة يثبت فيه أنه لا يوجد عليه أي سوابق صدر في عام 1402 . من جهته أوضح مدير عام الأحوال المدنية بمنطقة مكةالمكرمة غازي بن حميد البشيري أن الشكوى التي وردت من عائلة المواطنة شرقه جنيد علي الصبياني برقم 5019 بتاريخ 15 /2/ 1432 ويتابعها ابنها أحمد محمد عبده زهير تم التباحث فيها من قبل الجهات المسؤولة، واتضح أن الأب يحمل الجنسية اليمنية، وتم استدعاء الأبناء وإبلاغهم بأهمية الحصول على إقامة وافدين من الجنسية اليمنية ومن ثم التعاون معهم في استخراج هويات سعودية للأبناء الذين ولدوا من أم سعودية ومعاملتهم حسب النظام.