هبة طفلة مقيمة تبلغ من العمر خمسة أعوام، تعيش بلا هوية، فبينما تحمل الأم الجنسية الفلسطينية، يحمل والدها هويتين، الأولى نيجيرية والثانية سودانية. وطلق والد هبة والدتها من دون أن يكمل أوراقها الرسمية، فلديها شهادة ميلاد صادرة من مستشفى الأسرة الدولي في عام 2004، إلا أن الطفلة لم تحظ بعاطفة والدها، الذي جعلها تعيش بلا هوية ورفض الصرف عليها. وتقول أم هبة ل«الحياة»: «ابنتي مخالفة للأنظمة، فهي لا تحمل إقامة ولا شهادة ميلاد ولا جواز سفر، يتيمة من أب على قيد الحياة، أهمل استخراج أوراق ثبوتية لابنته الوحيدة»، مؤكدة أنه هو أيضاً مخالف للأنظمة ورخصة إقامته منتهية منذ نحو ستة أعوام، وكذلك جواز سفره. وتضيف: «الخلاف الأخير قبل طلبي الطلاق كان بسبب عدم إخراج أوراق ثبوتية لابنته، إضافة إلى إهماله، فطلبت الطلاق وبعدها حكم القاضي عليه بصرف 300 ريال شهرياً، إلا أنه رفض ذلك تاركاً لي المسؤولية الكاملة، وما يشقيني ويعذبني كثيراً هو عند مراجعة أي مستشفى لعلاج طفلتي، يتوجب على الكذب حتى أؤمن لها العلاج اللازم». وتشير والدة هبة إلى أنها رفعت دعوى أخرى بعد الطلاق لاستخراج أوراق رسمية لابنتها، وتم توجيه أكثر من دعوة إليه، ولكنه رفض الحضور واختفى عن الأنظار، مستدركة بأنها لم تتأكد من جواز سفره ورخصة إقامته قبل الزواج، «اتضح لي بعد ذلك أن جميع أوراقه مزورة، وهو الأمر الذي جعله يختفي ولا يظهر خوفاً من المساءلة القانونية بعد ما اتضح أن دخوله إلى السعودية غير مشروع فقد دخل بجواز نيجيري مزور». وتتابع الأم وهي تحضن طفلتها: «أنا أعيش في وضع سيئ جداً وأتألم عندما أشاهد طفلتي تدفع ثمن أخطاء والدها، فلا تستطيع العلاج ولا حتى دخول المدرسة، فهي صغيرة لا تعرف شيئاً، ولكن حين تكبر ستعرف أنها مهددة بالترحيل من السعودية لعدم حملها إقامة، بسبب أب غابت عنه معاني الرحمة والشفقة». وتتساءل والدة الطفلة: «إلى من ألجأ وما ذنب هذه الصغيرة التي أصبحت حياتها في مهب الريح وكذلك ساءت حالتها الصحية والنفسية لقرب دخولها للمدرسة وهي بلا أوراق تثبت هويتها؟»، وتسعى حالياً إلى الحصول على أوراق ثبوتية لطفلتها، وتناشد المسئولين مساعدتها والوقوف إلى جانب هذه الطفلة وإنهاء معاناتها.