كل عام في مثل هذه الأيام من أكتوبر، يلتقي قراء ومحبو الكاتب الفرنسي إميل زولا في منزله بمنطقة "ميدون" من أجل إحياء ذكرى وفاته. الأحد الماضي كان الموعد من أجل قراءة أجمل المقاطع مما كتب زولا، ومن أجل فتح أبواب المنزل طول اليوم للعامة، يتجولون في المكان الذي قال عنه زولا حينما اشتراه في رسالة أرسلها لجوستاف فلوبير عام 1878: لقد اشتريت مكانا أشبه بحظيرة الأرانب، ولكني سوف أقوم بتوسيع رقعته. وبالفعل أضاف برجين حمل كل منهما اسم أحد أعماله الشهيرة (برج نانا، وبرج جيرمينال) وصار المكان رمزا له بعد رحيله يزوره أصدقاؤه ومحبوه. المكان مثله مثل حياة صاحبه مر بالعديد من المنعطفات، فبعد وفاة مبدع فرنسا الكبير في عام 1902، تحول البيت إلى مزار بناء على طلب زوج ابنة زولا، لكن زوجته ألكسندرين زولا سلمته للحكومة في العام 1907 لأنها لا تملك المال الكافي لرعايته، وظل المنزل على الرغم من تحويله إلى كيان حكومي يستقبل أول أحد من أكتوبر من كل عام مريدي إميل زولا سواء من المبدعين أو العامة أو بعض الوزراء والسياسيين وأعضاء الأكاديمية الفرنسية الوطنية. جميع هؤلاء يرددون في أعماقهم نفس السؤال الحائر منذ وفاة مبدعهم وحتى الآن: هل موت زولا مختنقا بالغاز مجرد حادث قدري أم أنها جريمة لم يعرف مرتكبها؟ بقي الحال هكذا ولم يتوقف إحياء ذكرى وفاة زولا منذ عام 1903 حتى العام الحالي سوى فترتي الحربين العالميتين الأولى والثانية. المكان لم يلق الرعاية والصيانة الكافيتين حتى تسلمته مؤسسة بيت زولا من الحكومة في العام 1995، وبقدر الإمكان حاولت العناية به. أما اجتماع عشاق فن زولا الأدبي لهذا العام فقد حمل مفاجأتين: الأولى تتمثل في اختيار مدير عام صحيفة الليبراسيون نيكولا دو موران، ضيف شرف لقاء العام. والثانية في إعلان بيير برجيه، أحد المساهمين في صحيفة اللوموند الفرنسية الشهيرة ورئيس مؤسسة بيت زولا، أن هذا المكان سوف يغلق تماما لفترة طويلة حيث ستجري به أعمال الترميم والتجديد وأيضا من أجل إنشاء متحف ملحق بالبيت ليعاود البيت استقبال الجميع بعد الانتهاء من الترميم.