خرج رئيس لجنة الحكام السابق مثيب الجعيد عن صمته منتقداً وضع التحكيم في المملكة من جميع النواحي القانونية واللياقية والنفسية، مطالباً بالعمل الجاد الدؤوب من لجنة الحكام الرئيسة لتحفيز الحكم السعودي مادياً أسوة بالأجنبي من أجل النهوض بالكرة والمنتخب. وتحدث الجعيد بصراحة إلى "الوطن" عما يعانيه من تجاهل في الوسط الرياضي، على الرغم من استعداده التام لخدمة الوطن في هذا المجال دون النظر إلى منصب أو شهرة أو مال. كما تطرق إلى عدد من المحاور الأخرى المتعلقة بعملية البناء ورأيه في رئيس اللجنة الحالية ومحلل القنوات التلفزيونية. كيف تقيم وضع التحكيم والحكام في دوري زين للمحترفين؟ لا يزال الحكام يحتاجون إلى كثير من العمل من النواحي اللياقية والقانونية والنفسية والاجتماعية، ويفتقرون إلى ما هو أهم، وهو التحفيز المادي الذي يساعدهم على التطور، فالحكم السعودي يعد (الأرخص) بما يحصل عليه، فيما تتجاوز مكافأة اللاعب السعودي ما يمنح للحكم بمراحل. هناك كثير من الأمور التي لا بد أن تعالج حتى تتطور الرياضة في المملكة. التحكيم مازال هواية بالنسبة لحكامنا، ولم يتحول بعد تخصصاً مهنياً، كيف ترى الأمر؟ هواية بالتأكيد، وكثير منهم يتجهون إلى هذا المجال من أجل الظهور الإعلامي والشهرة التي يوفرها لهم. وللأسف حكامنا لا يسعون إلى تطوير أنفسهم بالطريقة الصحيحة، لذلك لا بد من دعمهم لاكتساب حكام للمستقبل، وخصوصاً أن تطورهم سينعكس على اللاعبين إيجاباً وعلى المنتخب، خصوصاً أن أخطاء الحكام الكثيرة أثرت على مستوى المنافسة في اللعبة، وأثرت كذلك على عطاءات المنتخب. هل تؤيد الاستعانة بالحكم الأجنبي في الملاعب السعودية؟ لا، أنا من أشد المعارضين للحكم الأجنبي، فالأخطاء تتكرر معه أيضاً، لكن الشيء الوحيد الذي يمنحه التألق أن الضغوط لا تمارس عليه، ولا أحد يعترض عليه مهما ارتكب من أخطاء، وفي الأخير يحصل على مبلغ مالي قيم. كخبير تحكيمي، ورئيس لجنة سابق، كيف تنظر لمستقبل التحكيم في المملكة؟ لا يوجد حكام ينتظرهم مستقبل في الوقت الحاضر، لذا علينا أن نركز على عملية البناء والإعداد على أيدي محاضرين مميزين يعلمون الحكام القوانين بالتطبيق وليس الشرح. وكذلك نحن بحاجة إلى مدربي لياقة بدنية على مستوى عال لتقييم تحركات الحكام داخل الملعب، والإشراف على مستوى الحكام في المباريات، وتجهيز ملاعب وصالات للحكام. ولا بد من منح مكافآت مجزية لأعضاء اللجان الفرعية فهي التي تنتج وتضخ الحكام كنواة للمستقبل. كنت رئيساً للجنة الحكام، أما الآن فليس لك أي دور حتى كمستشار أو خبير تحكيمي، لماذا؟ كنت رئيساً للجنة الحكام، ولكن لله الحمد أنني الوحيد الذي تقدمت باستقالتي ولم أقل كغيري. عندما اكتشفت أن رئيس اللجنة (آخر من يعلم) حيث تم إيقاف حكام في الملعب ومنعهم من المغادرة بتوجيه من الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل عبدالهادي في اللقاء الذي جمع بين الهلال والنصر، على الفور تقدمت بالاستقالة لأنني لا أقبل بكلمتي (سم وحاضر). وأطالب أي رئيس لجنة أو مسؤول في أي من اللجان الأخرى أن يستقيل ويترك المنصب لغيره في حال لم يجد عوامل النجاح. هل يؤخذ برأيك كخبير تحكيمي أو تستشار من قبل الحكام أو اللجنة؟ لا أحد يستشيرني في التحكيم فأنا في نظرهم عجوز. يتواصل معي الحكام عبر رسائل الجوال في الأعياد فقط، مع أن كثيرا من الحكام برزوا خلال فترة رئاستي للجنة. وعموماً لا يزال بابي مفتوحاً لخدمة الرياضة حتى دون مقابل مادي. من أفضل الحكام حالياً من وجهة نظرك؟ هناك حكام مميزون ولكن مشكلتهم أنهم متعالون على المباريات وقراراتهم مختلفة، ويتأثرون بإشارات اللاعبين لهم في الملعب عن الأخطاء، والبعض منهم منح الشارة الدولية على عجل. هل أنت مع قرار معاقبة الحكم الذي يتسبب في أخطاء مؤثرة في المباريات الهامة؟ نعم فالحكم مثله مثل اللاعب الذي يتعرض إلى إيقاف من ناديه أو حسم من راتبه ولا بد أن يكون مصيره التحكيم في دوري الدرجة الأولى، وإذا استمر ينقل إلى الدرجة الثانية. لو طلب منك أن تكون مسؤولاً عن لجنة الحكام، هل ستقبل؟ قلت إنني في خدمة الوطن والرياضة دون البحث عن منصب أو ظهور إعلامي أو مقابل مادي، ولكن بعد مقابلة المسؤول حتى أوضح له أولاً طريقة عملي والاستراتيجية التي سأعمل بها. كيف ترى لجنة الحكام الحالية بقيادة عمر المهنا؟ لجنة المهنا من ضمن اللجان المجتهدة، لكن يعيبه أنه لا يضع الحكم المناسب في المباراة المناسبة، وهذا الأمر تكرر كثيراً معه. وأستطيع القول إن أفضل لجنة حكام مرت على الاتحاد السعودي لكرة القدم هي لجنة عبدالعزيز الدهام. هل أنت مع احتراف الحكم السعودي؟ لن ينجح احتراف الحكم السعودي لأنه إذا أصيب سيصعب عليه إيجاد عائل ينفق عليه، بينما الحكم الأجنبي يأتي إلى التحكيم وهو تاجر أو مدير بنك والاحتراف ميسر له. ما رأيك في المحللين التحكيميين في القنوات التلفزيونية؟ عرضت علي هذه المهمة ولم أقبل بها، فهي وسيلة للبحث عن زيادة الدخل والمنفعة وليست فنية. هذا البرنامج الذي يشرح الأخطاء التحكيمية لا بد أن تعم فائدته على الحكم واللاعب في سلوكياته داخل الملعب والمشجع والمتابع، ولكننا نجد أن المحلل التحكيمي في البرنامج التلفزيوني تفرض عليه أمور من القائمين على القناة.