شددت تركيا من تدابيرها الأمنية على طول الشريط الحدودي مع سورية عقب إعلان رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان عن فرض حصار بري على سورية لمنع نقل الذخيرة والعتاد. وقالت مصادر إن محاولات تهريب الأسلحة والعتاد من تركيا إلى سورية تصاعدت عن طريق مهربي الأسلحة من المناطق القريبة لمدينة هطاي الحدودية. وضبطت قوات الأمن التركية على مدى الأشهر السبعة الماضية نحو ألف قطعة سلاح وكميات كبيرة من الذخيرة كانت في طريقها لسورية. ويخطط إردوغان لفرض عقوبات جديدة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد انتهاء زيارته لمخيمات اللاجئين السوريين في ضواحي هطاي، فيما تعد الخارجية التركية خطة عقوبات جديدة ضد سورية ستدخل بحيز التنفيذ بعد مصادقتها من قبل إردوغان. إلى ذلك تعرض موالون للنظام السوري أمس للسفير الأميركي روبرت فورت عند وصوله إلى مكتب المعارض حسن عبد العظيم في دمشق. وصرح عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق التي تضم عدة أحزاب معارضة في سورية أن "قرابة مئة متظاهر" حاولوا مهاجمة مكتبه في دمشق لحظة وصول السفير فورد إليه. وقال "لدى وصول السفير إلى المكتب سمعنا ضجة وهتافات معادية داخل المبنى وأمام المكتب". وتابع أن فورد بقي داخل مكتبه لأكثر من ساعتين "حتى وصلت قوات الأمن وخرج تحت حمايتها". ومن جهتها اتهمت دمشق أمس واشنطن بتشجيع المجموعات المسلحة على ارتكاب أعمال عنف ضد الجيش السوري. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الأميركيين تدل وبشكل واضح على أن الولاياتالمتحدة متورطة في تشجيع الجماعات المسلحة على ممارسة العنف ضد الجيش العربي السوري". وأشارت الوزارة خصوصا إلى "ما قاله نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر بتاريخ 26 الشهر الجاري في تأييد استخدام الجماعات الإرهابية المسلحة العنف ضد قوات الجيش العربي السوري". وفي الإطار نفسه تعثر مسعى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن يقضي بفرض عقوبات اقتصادية إضافية على سورية. وقال فيتالي تشيركن مندوب روسيا إن بلاده تعارض دعوات الدول الغربية لفرض عقوبات "لأنها تعد بمثابة دعوة لتغيير النظام". وبسبب الموقف الروسي فإن محاولات التقدم في اتجاه مزيد من عزل النظام السوري يمكن أن تواجه جدارا مسدودا في مجلس الأمن. وقال مسؤولون في إدارة الرئيس باراك أوباما إن ذلك يمكن أن يسفر عن مزيد من العقوبات الفردية التي تسنها دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. وفي دمشق أكد الكاتب ميشيل كيلو أن معارضي الداخل الذين اجتمعوا في منتصف سبتمبر قرب دمشق لا ينوون الانضمام إلى المجلس الوطني السوري الذي أعلن تأسيسه في إسطنبول لأن هذه الهيئة منفتحة على فكرة "التدخل الأجنبي". وقال كيلو في مقابلة في منزله في دمشق "إذا قبلت فكرة التدخل الأجنبي فسنذهب باتجاه سورية موالية لأميركا وليس باتجاه دولة حرة وتتمتع بالسيادة".