طرحت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يمهل النظام السوري عشرة أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن، فيما كشفت منظمة "هيومن رايس ووتش" عن رصدها مقطعي فيديو يظهران استخدام قوات النظام السوري للقنابل العنقودية المحظورة دوليا. وأوضحت المنظمة أنه في حال صحة مقاطع الفيديو التي تم تحميلها بتاريخ 10 يوليو الجاري والتي تصور قنابل عنقودية وذخائر عنقودية صغيرة، فإن هذا يعتبر أول استخدام موثق لهذه الأسلحة شديدة الخطورة من قبل القوات السورية في حملتها ضد معارضي النظام. وأشارت إلى أنه تم العثور على الذخائر العنقودية الصغيرة وقنبلة عنقودية، "سوفيتية" الصنع، في جبل شحشبو القريب من حماة. إلى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عددا من البلدات السورية تعرض لقصف من قبل القوات السورية بعد منتصف ليل أول من أمس. وذكر المرصد في بيان أن بلدتي الحراك وبصرى الشام بمحافظة درعا تعرضتا للقصف. كما تعرض حي جورة الشياح بمحافظة حمص أيضا للقصف وكذلك مدينة الرستن، حيث استخدمت القوات النظامية المروحيات. وأضاف المرصد أن عددا من عناصر القوات النظامية في محافظة ريف دمشق قتل وجرح إثر استهداف حواجز في بلدة جديدة عرطوز من قبل مقاتلين من الثوار فجر أمس. وفي سياق متصل تعرضت مناطق حدودية في شمال وشرق لبنان لسقوط عشرات القذائف تزامنت مع تبادل إطلاق نار بين مسلحين والقوات السورية على جانبي الحدود. وأفاد مصدر أمني وشهود أن "اشتباكا وقع بين مسلحين في بلدة الدبابية في أقصى شمال لبنان والقوات السورية في بلدة حالات المقابلة تلاه قصف مكثف من الجانب السوري على الدبابية وجوارها". وقال المصدر إن "حوالي خمسين قذيفة سقطت في مناطق زراعية وعلى طول الحدود في الدبابية والجوار، مما تسبب في إصابة شاب في عينه". وذكر رئيس بلدية الدبابية جوزف العبدالله في اتصال هاتفي أن منزلا تضرر في القصف. وأضاف أن الجيش اللبناني "يقوم بتعزيز وجوده في المنطقة يوميا". سياسيا طرحت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن أول من أمس مشروع قرار يمهل النظام السوري عشرة أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرته تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية عليه. وعلى مجلس الأمن اتخاذ قرار جديد حول سورية لتجديد تفويض بعثة مراقبي الأممالمتحدة قبل انتهائه في 20 يوليو. واقترحت روسيا بشكل منفصل مشروع قرار يمدد هذا التفويض من دون أي إشارة إلى عقوبات. وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة مارك ليال جرانت إن الوسيط المشترك كوفي عنان "طلب من أعضاء المجلس ممارسة ضغط مشترك ومتواصل على الطرفين، مع عواقب واضحة في حال عدم احترام ذلك". واعتبرت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس أن بعثة المراقبين الدوليين "غير قادرة حتى اللحظة على القيام بعملها". ومن جانبه صرح السفير الفرنسي جيرار ارو "في كل الأسابيع، مئات السوريين يموتون ويتعين على المجلس التحرك". وفي واشنطن أوضح السفير الأميركي السابق في تركيا مورتون ابراموفيتز خلال كلمة في معهد كارنيجي أن هناك علامات تدل على أن روسيا تسعى إلى صياغة موقف جديد تجاه سورية وركز ابراموفيتز على احتمالات نجاح زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتغيير موقف موسكو من نظام بشار الأسد. وقال "هناك بالفعل تصريحات وتصرفات متناقضة تصدر عن موسكو بشأن الأسد. ولكن ما نعرفه هو أن المسؤولين الروس باتت لديهم شكوك عميقة في احتمالات بقاء الأسد وأن تلك الشكوك تتزايد باضطراد". وتابع "موسكو راهنت على الأسد بكل أوراقها. وهناك سؤال يطفو تدريجيا في العاصمة الروسية الآن: ماذا لو انهار النظام؟ من هذه الزاوية فإن موسكو ربما ترتب أيضا أوراقا بديلة، وهي تنتطر أن تلتقي بإردوغان بقدر ما ينتظر إردوغان أن يلتقي بالمسؤولين الروس".