أم طلال مواطنة سعودية في العقد الخامس من عمرها، أصابها المرض في فلذات كبدها الستة، فارقها رفيق دربها متنصلا من مسؤولياته، وتركها تجابه أمواج الحياة العاتية، تقضي يومها بين المستشفيات، تتردد على أبنائها، تتلمس سماع خبر مفرح عن تحسن حالة أحدهم. فقد أصيب أبناؤها الخمسة بمرض فقر الدم المنجلي، فيما نجا السادس، الذي كانت تجد فيه العوض والمعين. ولم تدم فصول حياتها المأساوية على هذا المنوال، فقد دهم مرض السرطان ابنها الوحيد الذي كان يساعدها في إعالة الآخرين، وانتهى بموته الذي زلزل حياتها، وتفاقمت الديون عليها، وزادت المطالبات كان آخرها مطالبة المرور لها بمخالفات وصلت قيمتها إلى 12 ألف ريال. وتقول: إن الدنيا خلت أمام عينيها من الناس، فمنّ الله عليها ببعض أهل الخير الذين تمتلئ بهم أرض الوطن المعطاء. وتضيف: أنها تخشى فقدان ابنها البالغ من العمر 24 عاما، مشيرة إلى أنه أصيب قبل أيام بشلل نصفي فقد على إثره الحركة. واطلعت "الوطن" على تقرير صادر من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، يفيد بأنه يعاني من الأنيميا المنجلية المزمنة، وأدخل المستشفى وهو يعاني من تشنجات متكررة، وبالكشف السريري وجد أنه يعاني من نقص التروية بالدماغ، وجرى وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي تحت العناية المركزة. وتؤكد أم طلال أن الديون تحاصرها من كل جانب، وتضيف "أنا مهددة بالطرد من الشقة التي تأويني نظرا لتراكم الإيجارات فترة طويلة"، وقد استعنت بسائق خاص لسيارتي المتواضعة، إلا أنه ارتكب مخالفات مرورية سجلت عبر نظام ساهر، تتجاوز قيمتها 12 ألف ريال". وتسترجع أم طلال بداية حياتها الزوجية، مشيرة إلى أنها تزوجت قبل 28 عاما، وأنجبت ستة من الأبناء والبنات، مبينة أنها كانت تتمنى حياة طبيعية كالآخرين، إلا أن ظهور مرض فقر الدم المنجلي لدى أبنائها قوّض أركان حياتها، حيث هرب زوجها من مسؤوليته، وطلقها، ولم يكترث يوما ما بما آل إليه حال أبنائه. وتضيف: أنها تقضي جل أيامها متنقلة بمفردها بين المستشفيات، ما بين تنويم بناتها الثلاث اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 13 و23 و25 عاما، ويحملن نفس المرض. وتشير أم طلال إلى أنها تقدمت بشكاوى لجهات عدة كلجنة إصلاح ذات البين، وجمعية حقوق الإنسان، بهدف بحث وضعها وتقديم مساعدة لها، إلا أنها لم تتلق أي رد، وتقول "أكثر ما أتمناه هو الحصول على مسكن لي ولأولادي، ومساعدتي في علاجهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا".