تظل الرؤيا هاجس الرائي حتى تُعبر له، ويجتهد غالباً في البحث عن معبّر لها، ومهما كثرت رؤاه فإنه يكون في سباق لتعبيرها، ويفخر في سرد رؤياه في المجالس، وكأنه الوحيد الذي يرى رؤيا. يقول معبر الرؤى يوسف بن عبدالله المحيا المكنى بأبي تميم إن "الرؤيا في المفهوم الشرعي هي ما يراه الإنسان في منامه، وهي إلى الخيال أقرب من الحقيقة، وقد يكون بعضها واقعاً حقيقياً، أما الخيال فيأتي لأنها قائمة على التفسير، كمن ترى أنها أنجبت بنتاً فيكون التعبير وظيفة أو مالاً في بعض الأحيان، أما الحقيقة فهي حديث النفس، فكمن يريد شراء سيارة فيرى في المنام أنه اشتراها وركبها". وأضاف "أورد لنا الله سبحانه الرؤيا في القرآن الكريم بسورة يوسف وما فيها من الأحداث، وقد كان فيها ثلاث رؤى عبرها يوسف عليه السلام، الأولى في والديه وإخوته، والثانية في السجينين اللذين معه، والثالثة في رؤيا الملك، فللرؤيا مفهوم صحيح في الشريعة" وأوضح أبو تميم الفرق بين الرؤيا والحلم، وقال "الرؤيا هي من الله، وأصدقها ما كان في وقت السحر، وهو وقت نزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، يقول الله في الحديث القدسي "هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له"، وهي خير للرائي، ودليلها قوله تعالى (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق..) الآية، وأما الحلم فهو من الشيطان ولا يلتفت إليه، كمن يحلم بالثعابين والعقارب، والسنة لمن رآها أن ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم". وقال إن "الرؤيا تكون صادقة بإذن الله شريطة أن ينام الإنسان على طهارة، على جنبه الأيمن، وأن يتلو أذكار النوم، ولا ينسى آية الكرسي، حيث ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا أوى إلى فراشه فقرأ آية الكرسي لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان، مشيراً إلى أن الرؤيا بعد قراءة آية الكرسي دليل على رؤيا خير. وعن الرؤى التي عبّرها وحدثت قال أبو تميم "أخبرني أحدهم رؤيا، وكان التعبير حصول صاحبها على منصب كبير، وبعد فترة اتصل يبشرني بحصوله عليه، وأخرى امرأة عبّرت لها عن وظيفة، وبعد أسبوع اتصلت بي وذكرت أنها توظفت، وشخص مفصول من العمل ذكرت له أنه سيحصل على مال، وكان يضحك، وبالأمس بشرني بأنه سيصرف له 500 ألف وكان مسروراً جداً". وعن أبرز الملاحظات التي يواجهها معبر الأحلام قال "أصحاب الرؤى يطلبون مني إذا كان التعبير ليس خيراً أن لا أقوله خوفاً من أن تقع الرؤيا، وأيضاً حرص البعض على تعبير الرؤيا الواحدة عند أكثر من معبر، وأذكر مرة اتصلت بي امرأة لأعبر لها رؤيا، فلما انتهيت من التعبير وأغلقت الخط ، اتصلت بي مرة أخرى، ظناً منها أنني معبر آخر ، وبدأت تسرد الرؤيا، فلما انتهت سألتها هل عبرتيها عند أحد قالت نعم، ثم أدركت أنني نفس المعبر الأول، فتأسفت وأغلقت الخط". وأشار إلى أن "الرؤيا تكثر من الجنسين، ولكن يغلب على طلب التعبير النساء، ونحن لا نلوم المرأة في ذلك، فهي تعمل وتكدح، وتعيش معاناة كثيرة من الحمل، ومشاكل البيت الكثيرة، والوظيفة، والطلاق المنتشر بكثرة". وينصح أبو تميم الجميع "بعدم طلب تعبير الرؤيا إلا إذا تكررت عليهم، أو أصبحت تؤرقهم، وتزعجهم، وأن يبحثوا عمن يثقون في تعبيره، وأن يكتموا الرؤيا، ولا يخبرون بها إلا من يحبونهم، وعلى طالبي تعبير الرؤيا أن يكونوا صادقين في أقوالهم وأفعالهم في حياتهم الدنيوية، لأن من صدق في يقظته صدق في منامه".