فجر الرئيس الأميريكي السابق بيل كلينتون قنبلة مدوية في حوار أجري معه على هامش المواجهة الدبلوماسية في الأممالمتحدة بقوله إن المسؤول الوحيد عن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال في الحوار الذي دار مع عدد واسع من المحللين والمدونين في نيويورك إن المأساتين الكبيرتين اللتين ألمتا بالشرق الأوسط "كانتا اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين وإصابة رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون بجلطة في الدماغ أصابته بموت سريري". وشرح كلينتون ذلك بقوله إن رابين كان قد اتخذ قرارا استراتيجيا بالتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين على أساس من رؤية عملية لإقامة الدولتين. فضلا عن ذلك وطبقا لما قاله كلينتون فإن موقف شارون تطور تدريجيا إلى نقطة واضحة من القبول أيضا بحل عملي للمواجهة أرفقه بتشكيل حزب كاديما الوسطي ثم التحرك لإعداد الرأي العام الإسرائيلي للحل. بيد أن الاغتيال والمرض عطلا مشوار الاثنين واحدا بعد الآخر وجلبا نتنياهو إلى المقعد الأول في الحكومة الإسرائيلية. وقال كلينتون إن نتنياهو اعتبر الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية أفضل حكومة فلسطينية بالمرة وإنه اعترف بأنها شريك موثوق في عملية السلام، إلا أنه تحرك في اتجاه مخالف يعتمد على نسف أي فرصة للحل العملي. وكشف كلينتون أن الفلسطينيين أقروا أن بوسعهم القبول باقتراح السلام الذي قدمه كلينتون نفسه لياسر عرفات في كامب ديفيد عام 2000 إذا ما أعيد طرحه، بيد أن نتنياهو رفض ذلك. وأشار إلى المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت بعد ذلك بقوله "لقد كان ذلك إسهاما كبيرا في تسهيل حل المشكلة وإنهاء المعاناة الفلسطينية". وأشار إلى أن تلك المبادرة كانت بالغة الجرأة والضخامة من زاوية آثارها السياسية إلا أن الإسرائيليين أداروا لها ظهورهم. ورد نتنياهو على كلينتون بقوله إن الفلسطينيين كانوا الطرف الذي رفض ما وصفه بعرض غير مسبوق قدمته إسرائيل لإحلال السلام. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "إن الولاياتالمتحدة تشعر بسعادة بالغة لأن اللجنة الرباعية قدمت إعلانا يتضمن خطوات ملموسة وراسخة وتفصيلية بدون تأخير أو شروط مسبقة". وقال توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط إنه يعتقد أن بيان الرباعية كان خطوة جادة ومهمة نحو تسهيل بدء المفاوضات. وأضاف "لو كان الطرفان جادين في محاولة التوصل إلى سلام فإن عليهما إعلان قبولهما لنص الإعلان". وأبدى دبلوماسيون إسرائيليون في الأممالمتحدة ترحيبا أوليا ببيان اللجنة الرباعية فيما قال الفلسطينيون إنهم يدرسونها. ويخلو بيان اللجنة الرباعية من أي إشارة إلى مرجعية المفاوضات كما أنه يخلو من الإشارة إلى حدود 1967.