لم تعد الدفاتر الدراسية بالنسبة لكثير من الطالبات مجرد أوعية للمعلومات؛ حيث لجأ عدد منهن إلى صرعة جديدة في عالم التصميمات, وجعلن من دفاترهن الدراسية "مرايا" تعكس شخصياتهن, وترسم ملامح هواياتهن, وأيضا تشعر كل منهن بالتميز سواء في المدرسة أو الجامعة. المصممة السعودية أروى الخلف إحدى المتخصصات في مجال تصميمات الدفاتر والكتب على مدى ثلاث سنوات، تحدثت عن هذه الموضة الجديدة التي بدأت تنتشر بين الطالبات، حيث قالت إلى "الوطن" : "لمست إقبالاً كبيراً من الفتيات على تصميم الدفاتر الخاصة بهن، ولاحظت أنهن يردن من خلالها التعبير عن شيء، من خلال الصور والملصقات، فغالبيتهن يخترن شخصيات رياضية، أو صوراً لبعض المذيعين والمذيعات، وتفضل طالبات الروضة والابتدائية الشخصيات الكرتونية" مشيرة إلى أن الاختيارات تختلف حسب أعمار الطالبات، وطريقة تفكيرهن. وأضافت أن غالبية طالبات المرحلة الثانوية يفضلن وضع صور الأندية الرياضية على دفاترهن، بينما تضع الجامعيات الشعارات والرموز التي تمثّل بعض البلدان الأوربية، وأشهرها باريس ولندن. تقول أروى "تأتيني أيضاً الأمهات اللواتي يصممن دفاتر لأطفالهن في مرحلة الروضة أو الابتدائية، لتشجيعهم على المذاكرة، حيث يضعن في الغالب صور أطفالهن وهم صغار، كما أن كثيرا من الفتيات يمارسن هواية التصوير، ويتنافسن على شراء الكاميرات الرقمية عالية الجودة، لذلك يطلب بعضهن تصميم دفاتر لهن وعليها صور وهن ممسكات بالكاميرا، أو صور رمزية لشكل الكاميرا، لتعبر عن مدى حب الفتاة لعالم التصوير والكاميرات". وأشارت إلى أنها سبق لها أن صممت لمجموعات تطوعية في بعض الجامعات، وأيضاً لحملات اجتماعية توعوية، كذلك تعاملت مع زبونات من خارج المملكة في قطر والبحرين. وعن الأفكار الغريبة التي تطرح عليها, قالت أروى "أغرب الطلبات التي وردتني رغبة طالبة بالمرحلة الثانوية وضع صور الممثلة شجون الهاجري "شوجي" على دفاترها"، أما أكثر تصميم استغرق مني وقتا في العمل كان تصميم لزبونة طلبت دفترا يتكون من بعض الخامات الجلدية ومزودا بسحابات وأزارير". وعن الوقت الذي تستغرقه في تصميم الدفاتر, قالت أروى إنها تصمم يومياً خمسة دفاتر على الأقل، وهذا يعتمد على حجم الكمية المطلوبة وجهة الطلب" مشيرة إلى أن تكلفة الدفاتر التي تصممها تتراوح مابين 25 إلى 40 ريالا. وعن الأدوات التي تستعين فيها أثناء عملية التصميم قالت إنها أحضرت خصيصاً من لندن آلة لتسليك الدفاتر، بالإضافة إلى أنها تستعين بطابعة الليزر التي تطبع من خلالها الصور المطلوبة في التصميمات.