فجأة صارت كاميرا التصوير في أيادي النساء صورة مألوفة في المهرجانات السعودية، التي لا تكاد تخلو من وجود مصورات يلتقطن بعدساتهن مشاهد لآل المهرجان وضيوفه وبورتريهات لشخصياته وزواره، ولا يخلو بساط معرض الرياض الدولي للكتاب المقام حالياً في العاصمة السعودية خلال الأوقات المفتوحة من متجولات يقمن بتصوير العابرين في بعض الأحايين، وتصوير الإصدارات الجديدة وواجهات الدور مرات أخرى. حيث أصبحت هواية التصوير منتشرة وغير مقتصرة على الصحافيين، واتسعت بصورة واضحة خصوصاً لدى الجنس اللطيف ممن يصادف المار عبر أروقة المعرض عدداً منهن وهن يعلّقن الكاميرات عليهن كالتميمة. وعلى أي حال، فإن التصوير لم يعد حكراً على حاملي الكاميرات (هذا ما تقوله ابتسام محمد)، فالجميع يحمل جوالات الكاميرا القادرة على التقاط الصورة وتسجيل المشاهد المختلفة «وإنما نستخدم كفتيات الكاميرات طلباً للدقة في التصوير، خصوصاً أننا نصور في مكان عام ليست فيه خصوصيات أو أشياء محظورة على التصوير، ولو كان التصوير ممنوعاً، لكان من السهولة بمكان أن يعلن ذلك عبر مكبرات المعرض الصوتية أو عبر بروشورات، أو من خلال وضع لافتات مخصصة». وترى عهود الصالح التي لا تفارق الكاميرا «كتفها» في الحل والترحال أن التصوير انتشر، خصوصاً لدى الفتيات «لأن كثيراً منا يرغبن في تسجيل وقائع وحفظ أماكن بعض الكتب ونقلها عبر المدونات والفيسبوك للراغبين، ولتوفير الجهد، ولأنه نوع من أنواع المذكرات التي تسعد الفتيات في الكلية أو في المنتدى أو عبر الفيسبوك بتداولها والتعليق عليها». مستطردة: «إضافة إلى أن المعرض لا يخلو من الأكشن أحياناً، ما يستدعي أن تكون الكاميرا أو الجوال جاهزاً لالتقاط الحدث». والأمر لم يقتصر على الرجال والنساء فقط، فللأطفال نصيب من تقصي أحداث المعرض بالصورة، وبات مألوفاً أن يشاهد الزائر للمعرض أطفالاً في جنباته يصورون المارة والكتب والأحداث من باب التسلية أو الهواية، أو للتعبير عن هوية الجيل الجديد الذي صارت التقنية شغله الشاغل».