ألمح مسؤولون إسرائيليون إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبيل تقديمه طلب بلاده للحصول على العضوية الكاملة بالأممالمتحدة، وقال رئيس الدائرة الإعلامية في ديوان رئاسة الوزراء يوعاز هندل أمس "رئيس الوزراء يدرك أن الأممالمتحدة ليست ساحة تتعاطف مع إسرائيل لكنه قرر مخاطبة جمعيتها العمومية لدى افتتاح دورتها الجديدة الأسبوع المقبل لعرض الحقيقة كما تراها إسرائيل". وأشارت مصادر رسمية إلى أن نتنياهو سيدعو عباس إلى استئناف المفاوضات المباشرة فوراً، وذلك للتأكيد على أن إسرائيل تريد السلام وتدعو لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين منذ عامين ونصف العام. إلا أن مسؤولين فلسطينيين نفوا وجود ترتيبات لعقد هذا الاجتماع. وفي سياق تنازلات اللحظة الأخيرة ذكرت تقارير صحفية عبرية أمس أن إسرائيل "قد توافق على ترقية مكانة الفلسطينيين داخل الأممالمتحدة لكن ليس إلى مكانة دولة مستقلة، إلا أن المتحدث باسم الحكومة مارك ريجيف قال إنه لا يستطيع تأكيد صحة هذه الأقوال. وكانت مصادر قد نسبت لنتنياهو قوله "أنا على استعداد للحوار إذا كان الأمر يتعلق بالمكانة وليس بالدولة". إلى ذلك أكد مسؤولون فلسطينيون أنه مهما كانت نتيجة الطلب الفلسطيني في المنظومة الدولية فإن آلية المفاوضات مع إسرائيل والرعاية الأميركية لها ستتغيران، وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت "توجهنا إلى الأممالمتحدة هو خطوة جديدة للعمل من خلال المجتمع الدولي ليأخذ دوره في العملية السياسية بدلاً عن الآلية السابقة". وأضاف "بمجرد أن تستخدم الإدارة الأميركية حق النقض ضد قبول عضويتنا فإنها بذلك تنهي وساطتها وستتحمل مسؤوليتها الأممالمتحدة وسنسعى حينها لقيادة دولية للمفاوضات بدلاً عن الرعاية الأميركية لها". وأشارت صحف عبرية إلى المخاوف التي تنتاب إسرائيل من أن يقود قبول عضوية فلسطين في الأممالمتحدة لأن تكون تل أبيب عرضة لملاحقة قانونية دولية ضد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، ونقلت صحيفة هارتس عن نتنياهو قوله أمس "انضمام دولة فلسطين للمنظومة الدولية سيسمح لها بتقديم شكوى ضد الاستيطان أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي"، كما أعرب عن هذه المخاوف خلال لقائه أول أمس بالمبعوث الأميركي ديفيد هيل. ويؤكد النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي الهواجس الإسرائيلية بقوله "لا شك أن أول شيء سيقوم به الفلسطينيون هو تقديم شكوى للمحكمة الجنائية الدولية ضد الاستيطان كما هي الحال في انتهاكات القانون الدولي". في سياق منفصل اعتدى مستوطنون إسرائيليون صباح أمس على مواطنين فلسطينيين في قرية قصرة شمال الضفة الغربية وفقاً لمصادرأمنية فلسطينية وعسكرية إسرائيلية أشارت إلى أن مجموعة من سكان القرية أوقفوا 10 مستوطنين حاولوا اقتحام القرية وأن مستوطناً أطلق النار مما أدى إلى إصابة فلسطيني في رجله. وأدانت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي الحادث واتهمت المستوطنين الإسرائيليين بالتخطيط لجر الفلسطينيين لاستخدام العنف ونشر حالة من الانفلات عشية تقديم طلب عضوية دولة فلسطينبالأممالمتحدة في سبتمبر.