قررت إسرائيل تكثيف حملتها الديبلوماسية في الحلبة الدولية ضد اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية في حدود العام 1967 من خلال الادعاء بأن مثل هذا الاعتراف سيتسبب في اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربيةالمحتلة على غرار ما حصل في القاهرة (اقتحام السفارة الإسرائيلية)، هذا في وقت كشف جهاز الأمن العام «شاباك» أن مستوطنين من اليمين المتطرف أقاموا أخيراً خلايا إرهابية سرية منظمة في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة للمس بالفلسطينيين. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليماتها للسفراء في أرجاء العالم باستخدام اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة مثالاً لإقناع حكومات العالم بأن الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة سيؤدي إلى اندلاع أحداث عنف في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة على غرار أحداث القاهرة الأسبوع الماضي. وتحض التعليمات السفراء على العمل لدى صناع القرار في الدول التي يخدمون فيها لإقناعهم بأنه برغم تصريحات كبار المسؤولين الفلسطينيين بأنه لن تحصل أعمال عنف غداة الاعتراف بالدولة «فإن هذه الأعمال قد تندلع من الشارع، تماماً كما حصل في القاهرة». وأضافت أنه يجب التوضيح لصناع القرار أن الاعتراف بفلسطين عضواً في الهيئة الأممية سيتيح لها الانضمام إلى منظمات دولية «بهدف مناكفة إسرائيل ما سيعرض التعاون الاقتصادي والأمني والإنساني القائم إلى الخطر». وأشارت تحديداً إلى نية الفلسطينيين التحرك في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتقديم شكاوى ضد مسؤولين إسرائيليين سياسيين وعسكريين، وهي أحد أبرز المسائل التي مسألة تقض مضاجع إسرائيل. وشككت تعليمات وزارة الخارجية في نيات السلطة الفلسطينية بتوجهها إلى الهيئة الدولية لنيل اعتراف بدولة مستقلة واعتبرته خطوة تكتيكية «وتضليلاً للرأي العام الدولي حول استعداد الفلسطينيين لقبول حل وسط للصراع مع إسرائيل». وأشارت التعليمات إلى «التعاون الأميركي التام مع إسرائيل في رفض مشروع الاعتراف بالدولة». وتابعت أن الفلسطينيين يريدون من خلال التوجه للأمم المتحدة «تحديد نتائج المفاوضات لحل الصراع عبر الأممالمتحدة وليس في المفاوضات المباشرة، ونحن نعتقد عكس ذلك تماماً». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أركان الدولة العبرية يخشون من استغلال السلطة الفلسطينية أيام الأعياد اليهودية نهاية هذا الشهر، أو في الثامن من الشهر المقبل، لتطلب من الأممالمتحدة التصويت على مشروع قرار الاعتراف بالدولة، وذلك للحيلولة دون تمكن ممثل إسرائيل إلى الأممالمتحدة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أو الرئيس شمعون بيريز) من إلقاء كلمة. وتابعت الصحيفة أن ثمة مخاوف إسرائيلية من نجاح الأوروبيين في إقناع الفلسطينيين بقبول الحل الوسط المطروح القاضي بأن تعترف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية من دون أن تكون عضواً في الهيئة الدولية (على غرار الفاتيكان) وأن يدعو القرار إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حدود العام 1967 مع تبادل أراضٍ. وأضافت أن دول أوروبا ستصوت، في حال قبول الفلسطينيين المقترح، إلى جانب إقامة الدولة، وستكون هذه ضربة موجعة لإسرائيل، وسط احتمال بأن تمتنع الولاياتالمتحدة عن التصويت ما من شأنه أن يمهد لتصويت على إقامة الدولة في مجلس الأمن أيضاً حيث تمتنع الولاياتالمتحدة عن فرض الفيتو. إلى ذلك أفادت صحيفة «هآرتس» في عنوانها الرئيسي أمس أن المستوطنين من غلاة اليمين المتطرف انتقلوا إلى النشاط السري الإرهابي المنظم ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة. ونقلت عن مصادر في جهاز «شاباك» قولها إن المتطرفين غيروا نمط تحركهم المعادي للفلسطينيين، بما عُرِف ب «التسعيرة»، وانتقلوا إلى عمل سري جداً للحيلولة دون تمكن أفراد «شاباك» من رصد تحركاتهم. وأشار الجهاز إلى أن المستوطنين المتطرفين صعّدوا، منذ هدم ثلاثة كرفانات في بؤرة استيطانية الأسبوع الماضي، عملياتهم الانتقامية ضد الفلسطينيين وأيضاً ضد ناشطي اليسار الإسرائيلي.