فوجئ عدد كبير من أولياء الأمور في حي النظيم بالرياض مع بداية العام الدراسي، بعدم وجود مقاعد لأبنائهم في مدارس الحي، فضلا عن الازدحام الشديد وتكدس أعداد كبيرة من الطلاب في كل مدرسة خصوصا في مدارس المرحلة الثانوية، إذ تجاوز أعداد الطلاب في أغلب المدارس الثانوية الطاقة الاستيعابية وتخطت أعدادهم في بعض الفصول الخمسين طالبا وهو رقم يفوق بكثير الأعداد المتعارف عليها. وأعرب عدد من مديري ومدرسي المدارس في حي النظيم، عن قلقهم الشديد من أعداد الطلاب الكبيرة في المدارس، ومن تأثير الوضع الحالي على أداء المعلمين والتحصيل العلمي للطلاب. "الوطن" التقت عددا من أولياء الأمور بحي النظيم الذين عبروا عن استيائهم من الوضع المتردي الذي وصلت إليه مدارس الحي، ووجهوا نداء إلى المسؤولين بسرعة التحرك لإيجاد حلول للتكدس، وتوفير البيئة المناسبة لتعليم أبنائهم كباقي مدارس الرياض. يقول محمد الوثيري: انتقلت إلى حي النظيم قبل فترة قصيرة وعندما حاولت نقل ابني من مدرسته السابقة إلى إحدى مدارس الحي تفاجأت بعدم وجود مقاعد شاغرة وبحثت في أكثر من مدرسة ولم أفلح، وتوجهت بعدها للجنة القبول والتسجيل وأحالوا طلبي إلى عدة مدارس ورفضوا أيضا لعدم وجود مقاعد وازدحام الطلاب بالمدارس، أما فهاد البقمي أحد أولياء الأمور بحي النظيم فقد أبدى استياءه الشديد من وضع المدارس ووصفه بالمأساوي. من جانبه أكد رئيس لجنة القبول والتسجيل بمكتب إدارة التربية والتعليم في قرطبة خالد العنزي في تصريح إلى "الوطن" أمس على وجود أزمة في مدارس الحي خصوصا في المرحلة الثانوية، وعزا السبب للكثافة السكانية في حيي النظيم والجنادرية وتجاوز أعداد الطلاب الطاقة الاستيعابية للمدارس. وأضاف العنزي، أن المدارس القائمة في الحي مكتظة بشكل كبير جدا وأعداد الطلاب فيها أكبر بكثير من الطاقة الاستيعابية لها وبعض الفصول تجاوز عدد الطلاب فيها الخمسين طالب، ونحن نعمل جاهدين منذ انطلاق العام الدراسي لإيجاد مقاعد لجميع الطلاب في مدارس الحي وضغط الفصول قدر الإمكان لاستيعاب الجميع وتمكين كل طالب من حقه بالحصول على مقعد في الحي الذي يسكن فيه. وقال: في الوضع الراهن يجب زيادة الموازنة لاستحداث فصول إضافية في المدارس التي من الممكن إيجاد مساحات فيها وبناء فصول جديدة لاستيعاب الطلاب الذين لم يجدوا مقاعد وتخفيف الضغط على باقي الفصول في المدارس المزدحمة. كما شدد العنزي على الحاجة الماسة لاستحداث مدرسة ثانوية في حي النظيم أقرب وقت ممكن وعلل ذالك بعدم قدرة المدارس الثانوية القائمة في الحي على استيعاب الأعداد الكبيرة للطلاب.