يعد حي النظيم شرق مدينة الرياض من أقدم أحياء العاصمة ومن أكثرها كثافة سكانية، هذا الحي يفتقر للعديد من الخدمات الرئيسية لدرجه يكاد يكون وصل معها لطي النسيان، ومع كثرة شكوى سكان الحي للجهات المعنية بضرورة التحرك لتوفير هذه الخدمات في الحي الذي يعد واجهه شرقية للمدينة، نظراً لقربه من مواقع حيوية هامة كجامعة نايف العربية وكلية الملك فهد الامنية والحرس الوطني وغيرها من المواقع التي يزورها العديد من المسؤولين يومياً من داخل المملكة وخارجها.. "الرياض" تجولت داخل الحي لرصد ابرز المشاكل التي يعاني منها الأهالي والإطلاع على أرض الواقع على الخدمات التي تنقصه ونقلها للجهات المعنية لإيجاد حلول سريعة لها.. معدل الجريمة مرتفع! بداية التقينا بالمواطن بدر راكان العنزي مدير احدى المدارس، الذي أكد أنهم يعانون من عدة مشاكل ونقص كثير من الخدمات في هذا الحي، وقال إن نقل مركز الشرطة من الحي ادى إلى زيادة معدل السرقة و"التفحيط"، متمنيا تكثيف التواجد الأمني للحد من ذلك ومن نسبة الجريمة، كما اشتكى العنزي من ضعف مستوى الإضاءة بالحي لدرجة كبيرة، مشيراً إلى أن هناك مواقع رئيسية في الحي لم تصلها الإنارة إلى الآن ومنها طريق خريص، كما أن انقطاع الكهرباء متكرر ويصل أحيانا لعدة أيام خاصة في فصل الصيف. وعن المدارس في الحي قال: بحكم اني مدير مدرسة في الحي أقول إننا نعاني من كثافة اعداد الطلاب داخل المدارس، حيث هناك اكثر من 11 الف طالب والمدارس الموجودة لاتكفي هذه الاعداد، ومردود تكدسهم في المدارس سلبي على الطالب من ناحية التحصيل العلمي وسلوكه، كما نعاني من نقص المعلمين سنويا، وهناك بعض المدارس التي لايوجد فيها وكلاء ولا اداريون بينها مدرستي، ويتم تكليف بعض المدرسين من قبل ادارة المدرسة للقيام بواجبات ومهام الوكيل. مشاكل مرورية كما التقينا بالمواطن عبدالعزيز العنزي (موظف في بنك)، حيث قال: اسكن في حي النظيم منذ ثلاثين عاما، والحي بسيط ومتواضع وأهلة طيبون جدا وهناك صفات ايجابية كثيرة لدى اهل الحي بعكس الصورة السلبية التي يعتقدها البعض، ولا يوجد لدينا نقص في الخدمات والمرافق العامة إنما نتمنى إيجاد حدائق وطرق مشاة لتكون متنفساً للأهالي وشباب الحي. وتحدث خالد الرويلي عن جوانب أخرى يفتقدها الحي، موضحاً أن المشكلة الأبرز هي حاويات الصرف الصحي المتواجدة بشكل كبير في الحي، حيث يرى أنها تتسبب في ازدحامات مرورية وحوادث سير خطيرة، ومن المفترض أن تسلك الطريق السريع بدلا من المرور مع خط النظيم او خط خريص القديم، مشيرا كذلك الى مشكلة اخرى وهي عدم وجود سوى مدخل واحد للحي هو المدخل الشمالي، الامر الذي يتسبب معه ازدحام ومعاناة يومية يواجهها الاهالي، مطالبا بإيجاد مدخل آخر من الجهة الجنوبية يؤدي الي طريق الحرس الوطني مباشرة لتخفيف الزحام. غياب مشروعات الصرف الصحي تزيد من أعداد «الصهاريج» في الحي كما تحدث لنا المعلم نايف الفهد، وقال إن حيهم الذي يحظي بكثافة سكانية كبيرة بحاجة الى العديد من الخدمات، ولعل ابرز مشكلة هي مشكلة طريق خريص المؤدي الى حي النظيم الذي لقي فيه الكثير من الناس حتفهم بسبب قرب سوق الاغنام من الطريق، الى جانب مرور الشاحنات الكبيرة عليه وعدم انارة الطريق، مشيرا إلى أن في الحي نسبة كبيرة من الشباب، وهذه الفئة بحاجة الي رعاية واهتمام عن طريق مراكز اجتماعية وثقافية ورياضية. من جانبه ركز المهندس عبد الرزاق العنزي في حديثه لنا على الجوانب الأمنية في الحي وضعف تواجد المرور على الطرق الرئيسية لردع المخالفين والمتهورين الذين يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر، سواء بقطع الإشارات أو بالتفحيط أو السرعة الجنونية أو غيرها من ممارسات. وتطرق المواطن بسام العنزي الى قضية تهاون مقاولي الشركات الذين يتركون اعمال الحفر لفترات طويلة دون اكمال، مطالبا بفرض رقابة صارمة على هذه الشركات كي تنجز أعمالها في الوقت المحدد. المؤسسات الحكومية ويرى المواطن عبدالهادي الشمري ان الحي يتميز بقربه من عدد من المؤسسات والجهات الحكومية كالحرس الوطني وكلية الملك فهد الامنية وجامعة الامير نايف واستاد الملك فهد الدولي، الامر الذي يؤهله ليكون واجهه للعاصمة ولمن يزور هذه المنشآت الهامة لقرب الحي منها، لذا كان من المفترض ان تكون هذة الواجهة جميلة ويكون الاهتمام بالحي افضل مما هو عليه الآن، مشيراً الى أن مراكز الشرطة والاسعاف والهيئة لاتخدم فقط حي النظيم وانما تخدم حي الجنادرية القريب من النظيم، ومع الكثافة السكانية لايمكن ان تقوم بعملها على اكمل وجه، لذا يجب تخصيص مراكز مستقلة لكل حي. العمالة المخالفة وقال حمدي العنزي ان سوق الاغنام القريب من الحي تكثر فيه العمالة المخالفة التي تشكل مصدر إزعاج للمواطنين و البائعين، كما أن السوق قريب من الطريق السريع ودائما ما تحدث عليه حوادث، وقبل اربع سنوات أنشئ سوق مركزي للاغنام وتقدمنا نحن كمواطنين للبلدية وتم اعطاؤنا عقود اجارات، ولكن فجأة تم الغاء هذا السوق مع ان موقعه كان مناسباً ويبعد عن الطريق السريع حوالي اربعة كلم، وهناك ايضا سوق للخضار موجود على نفس مدخل الحي تم تكوينه من قبل عمالة مخالفة على مرأى من الجميع، ناهيك عن اسواق الخضار التي داخل الحي وكلها تديرها عمالة مخالفة تتسبب في مشاكل متعددة. شركة الكهرباء وكشفت "أم سيف" عن معاناتها وجيرانها من اهمال شركة الكهرباء لأسلاك الضغط العالي بين بعض المنازل في الحي، وتركها منذ عدة اسابيع مكشوفة دون صيانة، مشيرة إلى أن الشركة حذرتنا من الاقتراب من هذه الأسلاك لكنها تركتنا وأطفالنا نواجه الموت كل يوم دون أن تحل المشكلة!.