أعلن الثوار الليبيون الذين يحاصرون مدينة بني وليد، تراجعهم عن محيط المدينة، لإفساح المجال أمام طيران حلف «الناتو» لقصف مواقع القوات الموالية للقذافي داخل المدينة. وكان الثوار قد تمكنوا من الوصول الى ضواحي بني وليد، وهي إحدى المدن الأربع التي لا تزال تحت سيطرة العقيد القذافي، حيث أفيد عن معارك دارت في مداخلها. وقال المجلس الانتقالي الليبي: إن عملية حاسمة ستتم في المدينة بعد فشل مفاوضات تسليمها. وكان القيادي في المجلس الانتقالي عبدالله كنشيل قال في وقت سابق: إن قوات الثوار تواصل التقدم وأنها قريبة جدا من مركز المدينة. وقال كنشيل في موقع يتمركز فيه الصحافيون على بعد حوالى 20 كلم من المدينة: «تحركت خلايا نائمة من الثوار داخل بني وليد، وتدور حاليا اشتباكات بينها وبين عناصر مسلحة موالية للقذافي في شوارع المدينة». وأوضح كنشيل للصحافيين: «نحن على بعد كيلومتر واحد من المدينة»، مشددا في الوقت ذاته على ان ما يجري «ليس هجوما شاملا، بل محاولة للقضاء على المواقع التي تنطلق منها الصواريخ وتستهدفنا، والقضاء ايضا على القناصة». وقتل أحد مقاتلي الثوار وأصيب أربعة آخرون بجروح في الاشتباكات، فيما قتل ثلاثة على الاقل من المقاتلين الموالين للزعيم الليبي الفارّ، بحسب ما اكد كنشيل الذي اشار ايضا الى «أسر خمسة من هؤلاء المقاتلين». وفي وقت لاحق، أكد كنشيل في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» أن «الهجوم الموسع سيقع وسيقرر القادة الميدانيون موعده المناسب، لكننا نواجه حاليا مدفعية تستهدفنا من داخل المنازل التي لا ندري ان كانت مأهولة». وتابع: «نحاول ان نتعامل مع هذا الوضع بالطريقة الافضل استنادا الى اعتقادنا باننا أصبنا داخل بني وليد». وكان كنشيل قال في وقت سابق: «لا نريد هجومًا شاملاً من دون قرار من المجلس الوطني الانتقالي، لكننا في الوقت الحالي لا نملك اي خيار آخر اذ اننا نريد حماية وإنهاء محنة المدنيين الموجودين في الداخل». وبدأت هذه الاشتباكات قبل وقت قصير من انتهاء المهلة التي حددها المجلس الوطني الانتقالي لاستسلام بني وليد التي تعتبر ممرًا استراتيجيًا نحو معاقل القذافي المتبقية الاخرى، والجنوب بشكل عام، بحسب ما يؤكد قادة عسكريون للثوار قرب بني وليد. واوضح كنشيل أن «اتصالاتنا مع المجلس تشير الى انه لن تكون هناك أي مهلة جديدة بعد المهلة الحالية التي أنتهت أمس. وقبل دقائق من انتهاء المهلة، كان يسمع دويّ القذائف والصواريخ من على بعد اكثر من 20 كلم من المدينة، فيما بقيت سيارات الاسعاف تتنقل بين وشتاتة على بعد حوالى 30 كلم من بني وليد، ومواقع قرب المدينة المستهدفة. إلى ذلك، توجه رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل السبت بالطائرة من بنغازي (شرق) الى طرابلس في اول زيارة له الى العاصمة الليبية منذ سقوط نظام معمر القذافي. وعندما سئل فيما كان يصعد الى الطائرة التابعة للخطوط الجوية الليبية لمعرفة ما اذا كان ذاهبا الى طرابلس، اجاب عبدالجليل ب «نعم، ان شاء الله»، موضحا ان هذا الانتقال «مؤقت» والانتقال النهائي للمجلس الوطني الانتقالي سيتم «بعد تحرير» كامل البلاد.