اندلعت في وقت متأخر من ليلة أول من أمس اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة لشرطة النجدة ومجاميع قبلية من أتباع الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد في حي الحصبة في العاصمة اليمنية صنعاء. وتزامنت المواجهات مع تدعيم المسلحين من رجال القبائل للتحصينات المستحدثة بعدد من الشوارع، وتمركز مجاميع مدنية مسلحة موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بالقرب من منزل الأحمر. وتبادلت دوريات تابعة لشرطة النجدة إطلاقا للنار مع مجاميع قبلية إثر اعتراض مسلحين من أتباع زعيم الأحمر لدورية تابعة للشرطة النجدة أثناء مرورها بالقرب من أحد المتاريس. وهيمنت مظاهر الغضب الجماعي على الفعاليات الأسبوعية لأنصار الحزب الحاكم الذين احتشدوا أمس للتعبير عن تمسكهم بالولاء للشرعية الدستورية القائمة والتنديد بمحاولات من وصفوا ب"الانقلابيين" لتفجير الأوضاع العسكرية في البلاد. وتقاطر أنصار الحزب إلى ساحات مسجد الصالح المقابلة لميدان السبعين بعد أمسية صاخبة جابوا خلالها الشوارع الرئيسة بصنعاء. وعبر مؤيدو الرئيس علي عبدالله صالح عن إصرارهم على الصمود ومواصلة دعم شرعيته الدستورية. وانتقد خطيب مسجد الصالح أحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد، متهما إياها بالوقوف وراء "محاولات جر اليمن إلى الحرب الداخلية من خلال التشبث بالمواقف المتشددة والرافضة لكل مساعي إحلال التهدئة والحوار". وفي المقابل خرج مئات الآلاف من معارضي النظام في شارع الستين في صنعاء للتأكيد على مطلب رحيل النظام الحاكم وتسريع ما سموه "الحسم الثوري". وتعد تظاهرات الجمعة الأكبر من نوعها بعد إعلان المعارضين "مرحلة التصعيد الثوري" لإسقاط ما تبقى من رموز النظام. وقال إمام الصلاة الشيخ فؤاد الحميري "إن قناع النظام قد سقط... وكانت البلاد طوال 33 عاما رهينة عصابة عائلية". ودعا "الطبقة الصامتة من الشعب إلى الالتحاق بالثورة"، محذرا أنصار النظام من "أن نهاية الظلم حتمية وقريبة". وفي محافظات أخرى منها تعز والحديدة وإب والبيضاء وعدن وصعدة، تظاهر المحتجون بكثافة مطالبين باستقالة الرئيس صالح. من جهة أخرى قرر المجلس الوطني لقوى الثورة إنشاء مجموعة اتصال إقليمية ودولية من اليمنيين في الخارج ممن يعملون في مجال الإعلام والاتصال "للحشد والدعم والمناصرة للثورة والتسريع بتحقيق أهدافها". وأكد المجلس في بيان له أن من "بقايا النظام لا يمتلكون شرعية فيما يقومون به من إجراءات"، داعياً القوى الإقليمية والدولية إلى "عدم التعامل معهم. وحذر المجلس من "مخططات لجر البلاد إلى مربع العنف والنزاع المسلح من خلال مزيد من التصعيد ونشر مزيد من الأسلحة لأفراد مدنيين خارج القانون". كما دعا المجلس الوطني "قوات الجيش والأمن التي أعلنت انضمامها للثورة مبكرا إلى حماية الثوار، وناشدت في الوقت ذاته الجنود والضباط الآخرين بالامتناع عن توجيه أسلحتهم لصدور أبناء الشعب".