الشيء الوحيد الذي يفكر به جميع تجار بلادنا هو تحقيق الأرباح حتى لو كانت تلك الأرباح من حساب المواطن البسيط، لا يهم إن كان ذلك المواطن من أصحاب الدخول المنخفضة أو من أصحاب الدخول المرتفعة، فهذا الشيء لا يهم تجار هذه البلاد فتحقيق الربح غاية وهدف يسعى الكل لتحقيقه وحتى لا تتأثر رؤوس أموالهم عندما تغمض وزارة التجارة أعينها وطرفها يسارع بعض التجار لزيادة أسعار بعض السلع وعلى أشكال أنصاف وأرباع لا يلاحظها عامة الناس، وقد تصل أحيانا لريالات مجبورة وغير مكسرة لدواعي ارتفاع أسعارها من بلدها الأم، وفي حالات كثيرة تعلن بعض المحال التجارية تخفيضاتها على سلع معينة لا يرغبها المستهلك فتبقى مكانها أياما وشهورا وقد تمتد لسنوات وعند اقتراب تاريخها من الانتهاء يسارع تجار هذه البلاد للتبرع بها للجمعيات الخيرية والمحتاجين والفقراء تحايلا على الصدقة الجارية وزكاة الأموال ولإثبات حسن النوايا تجاه الوطن ومشاركة الناس همومهم وأحزانهم بل إن نسبة عالية من هؤلاء التجار يعمد إلى تجهيزها على شكل سلال غذائية توحي للناظر لها قيمتها النقدية والنفسية لمن سوف يتحصل عليها عندها يكتشف للوهلة الأولى اقتراب موعد فسادها وتلفها وإن لم يكتشف ذلك عند استلامها فعليه تحمل تبعات ذلك مستقبلا إن كان له نصيب للعيش سنوات أخرى من عمره.