كشفت الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين على منطقة عسير، عن رداءة تنفيذ الطرق داخل المدن، وغياب مشروعات تصريف السيول، مما تسبب في حدوث تجمعات مائية كبيرة بمعظم شوراع أبها وخميس مشيط وبالتالي وقوع حوداث مرورية وتعثر حركة السير، فضلا عما طال بعض المنازل من غرق جزئي. وتركزت تجمعات المياه في الحزام الدائري الغربي لمحافظة خميس مشيط، فيما شهد الحزام الشمالي لأبها وأحياء المنسك والمروج نفس المشكلة. يقول المواطن علي بن حسين آل سلطان من سكان محافظة خميس مشيط، إن مشكلة تصريف المياه في المحافظة، لا تزال قائمة منذ سنوات، مشيرا إلى أن البلدية نفذت فتحات صغيرة في جزء من الحزام، إلا أنها لم تؤد الغرض منها، ولا تزال هناك تجمعات كبيرة للمياه على بداية الحزام من الجهة الجنوبية وتحديدا المناطق التي بجوار مبنى المرورالقديم، مشيرا إلى أن سالكي الطريق يعانون الأمرين من هذه المشكلة وكثيرا ما وضعتهم في مواقف محرجة للغاية إذ تتعطل سياراتهم وبداخلها عوائلهم فضلا عما يسببه ذلك من ارتباك مروري وضرر بيئي. وأشار الموا طن صالح آل شائع "من سكان أبها"، إلى أنه مع هطول الأمطار، ومرور السنوات لم يلاحظ الاهتمام بمشروعات البنية التحتية، ولا أدل على ذلك من التجمعات الكبيرة التي حدثت للمياه أمام بعض الجهات الحكومية، وطريق الحزام الدائري في أبها وبعض الأحياء، مؤكدا أن الشركات تنفذ عمليات السفلتة دون أدنى اهتمام بوضع الميول اللازمة لتصريف المياه. ويضيف المواطن سلطان العريني "من سكان أبها"، أنه وفي كل موسم أمطار يظل هو وعائلته حبيسي المنزل، إلى أن يتم الاتصال بالأمانة لشفط المياه من أمام منزله، في إشارة واضحة تدل على غياب التخطيط المسبق لمواجهة الأمطار، وأكد أن معظم الشوارع لا تخلو من أمرين إما سوء تصريف أو مطبات وحفر، مناشداً الجهات المعنية في المنطقة بضرورة التدخل السريع لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة. ولم تكن الطرق الخارجية بأحسن حظا، فقد شهد طريق خميس مشيط – نجران وتحديدا الوصلة التي تربط محافظتي أحد رفيدة وسراة عبيدة عشرات الحوادث المرورية خلال أيام فقط نتيجة لوجود تجمعات مائية في المسار السابق، مما تسبب في انحراف السيارات وانقلابها، وأشار المواطن هادي آل رايد، إلى أن أحد أقاربه قضى في حادث بطريق أحد رفيدة - سراة عبيدة بسبب تجمع المياه، وتجاهل إدارة الطرق لتلك المعاناة. من جهته، أكد أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم بن محمد الخليل ل"الوطن"، أن الأمانة تنفذ حاليا مشروعات لدرء أخطار السيول في عدد من أحياء أبها، وعملت على استحداث إدارة بالأمانة تعنى بشؤون الأودية ومشروعات تصريف السيول في الأحياء ودرء الخطر عنها، فيما تباشر فرق ميدانية شفط المياه المتجمعة من طرق الأحياء، وفيما يخص طريق أحد رفيدة - سراة عبيدة، أشار مدير عام النقل في المنطقة المهندس علي سعيد مسفر، أن إدارته، أرست مشروعا جديدا على إحدى الشركات الوطنية لتنفيذ مشروع جديد بمواصفات عالية الجودة للمسارالقديم لطريق خميس مشيط – نجران، ومن شأنه إنهاء كافة المشكلات الحالية.