ظهرت أبرز العادات الجداوية في العيد بعد ساعات قليلة من صباح أول من أمس، وهي الساعات التي قضاها المعايدون مع أهل بيتهم وجيرانهم، يعقبها انتشار توزع على اتجاهين في الغالب، الفريق الأول لسكان غرب جدة وهم أهل البيوت المعروفة الذين فضلوا التوجه إلى ما يعرف بمنزل كبير العائلة من أجل الاجتماع وإعادة التواصل لإظهار فرحة العيد، في ظاهرة عرفت ببيوتات جدة وهي لعوائل حجازية معروفة تتخذ هذه العادة منهجاً لها في عيد الفطر، ويقتصر تجمع أهالي هذه العادة على البيوت نظراً للعدد الضئيل وقصر وقت تجمعهم. أما الفريق الآخر فهو من سكان الشرق الذين يجتمعون في الاستراحات المعروفة شرق طريق الحرمين، حيث تستأجر بعض القبائل من سكان شرق جدة الاستراحات لمدة ثلاثة أيام خلال العيد، ويبدأ تجمعهم في وقت باكر من أول أيام العيد، وتعمد تلك القبائل أو الأسر للاستراحات نظراً لكثرة الحضور الذين يصطحبون عائلاتهم. وبين البيوت المعروفة غرب جدة واستراحات الشرق يرى المعايدون أن هذه العادات تخلق جوا اجتماعيا فيه نوع من الألفة التي تعيد العلاقات الإنسانية إلى سابق عهدها. ويقول بندر الزهراني إن هذه العادة تعيد الناس إلى زمن التواصل الذي سرقه منهم عصر السرعة وكثرة مشاغل الحياة، مضيفاً أن فكرة التجمع تضفي على العيد بهجة أخرى، ويرى سعيد باناجه أن فكرة التجمع تؤتي ثمارها حيث تعيد الناس إلى عصر المودة والحب الذي كان يربط الناس ببعضهم قبل أن تشغلهم الحياة.