لا مظاهر للعيد في جدة صباح أمس، فالأجواء شبه هادئة وحركة السيارات هي الأخرى في طور الهدوء والسكينة، يأتي ذلك خلافا لما عاشته المدينة الساحلية أول أيام عيد الفطر السعيد من حركة دؤوبة استمرت من ليلة إعلان رؤية هلال شوال حتى الساعات الأولى بعد منتصف أول ليالي عيد الفطر، التي شملت زيارات الأقارب وتجمع العائلات والأسر والخروج للتنزه سواء على واجهة الكورنيش البحري، أو الخروج للمتنزهات أو الذهاب للملاهي الترفيهية بصحبة الأبناء. خالد محمد آل عوض من سكان حي المكرونة فّضل الذهاب بعد قضاء أول يوم عيد له في جدة إلى قريته جنوب المملكة لقضاء الأيام الباقية من العيد هناك، وأكد اختفاء مظاهر العيد صباحا، قائلا "من النادر جدا أن تعايد أقاربك أو أصدقاءك أو جيرانك صباح اليوم الثاني، بسبب عادات السهر الطويل وربما المشقة وعدم النوم منذ إعلان العيد، ولفت آل عوض إلى أن بعض الناس يضعون لوحة إعلانية تحدد جدول الزيارات من "بعد الخامسة مساء كل يوم، ونعتذر عن استقبال المعيدين قبل ذلك"، بل يقوم بعضهم بقطع توصيلة الكهرباء عن جرس منزله حتى الوقت المحدد للزيارات. شبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"التويتر" دخلت هي الأخرى على خط تحديد الزيارات أيضا، التي يضع بعضهم أوقاتا محددة للزيارات، وكتب بعضهم "منعا للإحراج لا تأتوا قبل الوقت المحدد". محمد بن محسن الغامدي يربط في حديث إلى "الوطن" بين اختفاء ملامح العيد في جدة صباحا، وبين غياب عادات الإفطار الأسرية في صباحيات العيد التي كان الناس حتى سنوات قليلة يعقدونها في منازل العائلات وفق جدول محدد سلفا، كما يشير وهو من سكان الجنوب الشرقي بجدة "مشروع الأمير فواز" إلى زاوية أخرى لاختفاء ملمح المعايدات إلى أن بعض الناس يشرعون في صيام الست من شوال من اليوم الثاني مباشرة. وأكد المواطن سعيد الحربي أن لحرارة الطقس دورا كبيرا في تحويل الأسر الجداوية أعيادها إلى الفترة المسائية التي عادة ما تشهد طقسا معتدلا، إضافة إلى العادات الجداوية التي ترتبط بالسهر والسمر بمنطقة الكورنيش أو بيوتات العائلات أو الاستراحات الترفيهية. من بعد الظهيرة تجد حركة التوصيل المجاني للمطاعم تنشط في ملمح العيد، حيث يشير عامل توصيلات لأحد المطاعم الشهيرة بجدة يدعى إدوارد "فلبيني الجنسية" أن حركة الطلبات تنشط يوميا بعد الثانية والنصف ظهرا حيث تنهال الطلبات على المطعم بشكل كبير وتزداد مساء. وفي المساء تنقلب جدة رأسا على عقب وتحديدا بعد صلاة العصر وتستمر لما بعد منتصف الليل وإلى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي، حيث تزدحم حركة المرور بالسيارات، حتى المواقف الداخلية للأحياء تزدحم بالأقارب الذين يذهبون لزيارة معارفهم في الحي، وانعكس ذلك على الأطفال الذين يمرون على المنازل لأخذ عيدياتهم.