أثار إعلان المجلس الوطني من قبل المعارضة اليمنية المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني وأحزاب وقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني، غضب السلطات الرسمية. وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي "بإعلان أحزاب المعارضة للمجلس تكون قد حكمت على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في البلاد بالوفاة"، محذرا من جر البلاد لحرب أهلية. وأوضح الشامي ل"الوطن" أن المجلس الوطني "ولد ميتا"، مشيرا إلى أن أحزاب اللقاء المشترك لم تستطع أن تحقق سقف النصاب المعلن من قبلها لإعلان تشكيل المجلس وأن ثلثي الأعضاء الذين تم إدراجهم في عضوية هذا المجلس لم يحضروا احتفالية إشهار تشكيله. واعتبر الشامي تشكيل المجلس الوطني للمعارضة أنه لا يختلف عن التكوينات السابقة كاللجنة التحضيرية للحوار الوطني واللقاء التشاوري والمجلس الانتقالي، الذي أعلن عنه قبل أسابيع قليلة. وقال إن المجلس "يمثل توليفة من قيادات أحزاب اللقاء المشترك أضيفت إليهم العناصر التي كانت مؤطرة في عضوية حزب المؤتمر الشعبي وبادرت إلى الالتحاق بساحة التغيير لتحقيق مكاسب انتهازية". وأضاف إن عودة الرئيس علي عبدالله صالح باتت وشيكة وأن بقاءه في الرياض بعد مغادرته المستشفى العسكري فرضته اعتبارات تتعلق بنصائح الأطباء بضرورة استكماله لفترة النقاهة اللازمة قبيل عودته إلى اليمن لاستئناف ممارسة مهام منصبه الرئاسي. في غضون ذلك تصاعدت حدة التوتر والمظاهر المسلحة في أنحاء متفرقة من العاصمة صنعاء عقب إعلان المجلس الوطني. وصعدت القوات الموالية للرئيس صالح من تحركاتها باتجاه إعادة التموضع بالقرب من مناطق التماس مع نطاق انتشار القوات المنشقة والموالية للثورة الشبابية المحيطة بساحة التغيير بصنعاء. وشوهدت سيارات مصفحة وناقلات جند تابعة لقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وهي تتقدم باتجاه المداخل الحدودية لشارع الستين المقابل لساحة التغيير. كما بادرت قوات اللواء الأول مدرع المنشقة عن النظام بتعزيز الحراسات العسكرية المفروضة على مداخل شارع الستين واستحداث نقاط تفتيش جديدة وفرض إجراءات تدقيق مشددة على كافة السيارات الوافدة إلى الشارع الذي تحول إلى ساحة لتنظيم فعاليات أسبوعية للمعتصمين بساحة التغيير من ناحية المدخل الغربي الذي تتمركز بالقرب منه مجاميع عسكرية وأمنية تابعة لقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري. وخلفت محاولة اغتيال نائب وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة عبده الجندي مخاوف من بدء خطة اغتيالات في صفوف قطبي الصراع، حيث أكد مصدر أمني أن قنبلة سقطت أمام منزل الجندي قبيل عودته للمنزل في ساعة مبكرة من فجر أمس. وقال الجندي إن القنبلة سقطت في المكان الذي تقف فيه سيارته أمام المنزل وأنه كان خارج المنزل وقت وقوع الانفجار. وفي أبين جنوبي البلاد استعاد مسلحو "أنصار الشريعة" المرتبطين بتنظيم القاعدة السيطرة على مدينة شقرة الساحلية دون أية مقاومة تذكر للقوات الحكومية. وذكرت مصادر محلية أن "عناصر التنظيم اقتحموا مواقع القبائل وقاموا بطردهم بقوة السلاح دون حدوث مواجهات". وأوضح أن القبائل أجبرت على الانسحاب من شقرة بسبب قلة المقاتلين والعتاد العسكري مقارنة بالمتطرفين.