سجلت عمليات هيئة الهلال الأحمر في المدينةالمنورة 46 حالة ضربة شمس منذ بدء موسم الصيف وحتى الأسبوع المنصرم، غالبيتهم من العمالة، في الوقت الذي ساهم ارتفاع درجات الحرارة في زيادة أجور الأيدي العاملة. وحذرت وزارة العمل من أنها ستعاقب الشركات والمؤسسات التي تلحق الضرر بعمالها، وتقوم بتشغيلهم في الأجواء المكشوفة وقت الظهيرة، مشيرة الى أن العقوبات تصل إلى شطب السجل التجاري وغرامات مالية. وكشف مصدر رفيع المستوى في الإدارة القانونية بوزارة العمل ل"الوطن" أن هناك عقوبات صارمة لمخالفي أنظمة تشغيل العمالة في أجواء غير صحية تؤدي إلى إلحاق الضرر، ومنها العمل في أماكن مكشوفة وتعرض العمالة لأشعة الشمس التي من الممكن أن تصيبهم بضربات الشمس. وأكد المصدر أن العقوبات عديدة وتصل إلى إغلاق الحاسب الآلي عن المنشأة، وإغلاق المنشأة المخالفة، مضيفا أنه ليس من الضروري أن يلجأ العاملون إلى وزارة العمل في حالة المخالفة بهذا الشأن، ولكن عندما يوجد بلاغ أو اكتشاف ذلك عن طريق مراقبي ومفتشي وزارة العمل في مختلف المناطق، ستتم محاسبة الشركة أو المؤسسة المخالفة لنظام العمل. من جهة أخرى، لجأت بعض شركات المقاولات في المدينةالمنورة إلى تعديل دوام عمال البناء والإنشاء إلى الفترة المسائية نتيجة الأجواء الحارة التي تشهدها المنطقة خلال هذه الأيام. وكشف عدد من العمال في قطاع الإنشاء ل"الوطن" أن أجور العمالة خلال هذه الفترة تتضاعف نتيجة عزوف الكثير منهم عن العمل خلال الأجواء الحارة. تنظيم العمل ويقول محمود راضي المشرف على إنشاء أحد المجمعات التجارية في المدينةالمنورة: إن الكثير من العمال التابعين للمؤسسة يرفضون العمل خلال هذه الفترة، الأمر الذي استدعى مضاعفة رواتب البعض منهم بحجة سرعة إنهاء المشروع في الوقت المحدد. وأضاف راضي: أن إدارته لجأت مؤخرا إلى تقسيم العمل على فترتين صباحية تنتهي عند العاشرة، ومسائية تبدأ عند السادسة وتنتهي عند الثانية فجرا. في حين، أكد المراقب لمؤسسة سكود للمقاولات عبدالرحمن العوفي أن إدارة المؤسسة ضد مبدأ تشغيل العمالة في الأجواء السيئة سواء الحارة أو الباردة، حيث وجهت تعميما لكافة الفروع بمنح العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس راحة من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى الثانية والنصف ظهرا في سبيل المحافظة على صحتهم. وقال العوفي: إن وزارة العمل دائما ما تطالب أصحاب المؤسسات والشركات بضرورة مراعاة مثل هذه الظروف إلا أن البعض منهم يتجاهل مثل هذه التعليمات. وقاية من جهته، أكد مصدر في فرع هيئة الهلال الأحمر بمنطقة المدينةالمنورة ل"الوطن" أن الفرق الإسعافية باشرت منذ بداية ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة وحتى أمس 46 حالة ضربة شمس غالبا ما تكون بلاغاتها من الساعة ال11 صباحا وحتى ال3.30 عصرا، وغالبيتهم من العمالة التي تعمل في الأماكن المكشوفة. وفي هذا الصدد، أوصى بعض الأطباء بأخذ الحيطة والوقاية خلال هذه الفترة بغية التعايش مع الحرارة المرتفعة جدا واشتداد أشعة الشمس خاصة أن درجة حرارة جسم الإنسان تضطرب في حال ارتفاع درجة الحرارة الخارجية بنسبة كبيرة مع ازدياد الرطوبة التي تقلل من فعالية العرق في خفض درجة حرارة الجسم. وأكد الدكتور محمود مصطفى أحد الاستشاريين في مستشفى أهلي في الدمام، أن ضربات الشمس تعرف في المصطلح الطبي بأنها حالة نادرة، ولكنها خطيرة يمكن أن تحدث لأي شخص يبقى في طقس حار ورطب لفترة طويلة جدا، حيث يفشل العرق في تبريد الجسم بسبب توقف مراكز تنظيم الحرارة بالمخ مؤقتا عن العمل فترتفع درجة حرارته إلى درجات خطيرة تصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر مما يستوجب معالجة المصاب بسرعة أو قد يتعرض للوفاة. وأشار إلى أن أسباب الإصابة عديدة من أهمها ارتفاع درجة حرارة الجو المصحوبة بالرياح الجافة أو المصحوبة بالرطوبة العالية مسببة زيادة في درجة حرارة الجسم وانعدام العرق، بالإضافة إلى ضيق مجرى التنفس، كما يمكن أن تحدث ضربات الشمس عندما يتعرض الشخص للإجهاد خلال العمل تحت حرارة الشمس. وبيّن الدكتور مصطفى أنه يمكن تجنب الإصابة من ضربات الشمس في الصيف، وذلك عن طريق تجنب العمل تحت أشعة الشمس المباشرة عندما يكون الجو حارا وتقليل الأماكن المفتوحة المتوقع ارتفاع درجة حرارتها في أوقات الصيف وتكثيف تهويتها إلى جانب تعويض الجسم بالماء الذي يفقده عن طريق شرب كميات كبيرة وكافية من الماء وغيره من السوائل على فترات متقاربة وتجنب أكل وجبات الطعام الثقيلة وارتداء الملابس الخفيفة مع تغطية الرأس وتجنيبه التعرض بشكل مباشر للشمس.