استقبلت سورية وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، باقتحام بلدة قريبة من الحدود التركية، في تصعيد شمل أيضاً حماة وريف إدلب، إضافة إلى دير الزور، وأفادت لجان تنسيق الثورة السورية أن 30 شخصاً سقطوا أمس نتيجة العمليات العسكرية بينهم شقيقتان بعمر 6 و11 سنة. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه أوغلو أنه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الإرهابية من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن الأسد قوله إن "سورية مصممة على استكمال خطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها ومنفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة". وقال أوغلو من جانبه إن "تركيا حريصة على أمن واستقرار سورية". وتابع إن "سورية بقيادة الرئيس الأسد ستصبح نموذجا في العالم العربي بعد استكمال الإصلاحات التي أقرتها القيادة السورية"، إلا أنه استدرك أن الأيام المقبلة ستكون حرجة في سورية. وفيما تكتمت المصادر السورية على مباحثات أوغلو والرئيس الأسد، إلا أن المصادر التركية أكدت أن المحادثات كانت في إطار المساعي الرامية إلى إقناع السوريين بالإحجام عن استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين. وقالت مصادر تركية وسورية مواكبة للزيارة إن الاجتماع ضم وزير الخارجية السوري وليد المعلم والعديد من المسؤولين من الجانب التركي. وذكر مسؤول في وزارة الخارجية التركية أن "اجتماعات أوغلو مع السوريين ستتحدد بنتيجتها ما إذا كانت العلاقات التركية السورية ستقطع أم لا". وكشفت مصادر دبلوماسية تركية عن وجود خلافات بين تركيا والولايات المتحدة بشأن الموقف من الأزمة في سورية. وقالت المصادر إن هذه الخلافات ظهرت خلال المباحثات التي أجراها نائب وزيرة الخارجية الأميركية المسؤول عن الملف السوري فيرد هوف مع المسؤولين الأتراك في أنقرة أول من أمس. وتابعت أن أنقرة ترفض فرض عقوبات على سورية تشبه العقوبات المفروضة على إيران لأنها لن تخدم دول المنطقة وإنما ستزيد من التوتر، كما ترفض أي تدخل عسكري ضد سورية. وأكد مسؤول بالخارجية التركية أن الحكومة التركية لا تخطط في الفترة الحالية لسحب السفير التركي في دمشق عمر أونهون "لأن أنقرة ترى أن هناك فائدة كبيرة في مواصلة فتح أبواب الحوار خاصة في مثل هذه الظروف". إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس لنظيره السوري وليد المعلم أن الأولوية هي لوقف أعمال العنف في سورية وتطبيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية. وقالت الخارجية الروسية في بيان "أكد الجانب الروسي أن الأولوية هي لوقف أعمال العنف ومواصلة الجهود لتطبيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية في سورية دون إبطاء". وعلى صعيد الوضع الميداني قالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية إن القوات السورية قتلت 30 مدنياً على الأقل وجرحت العشرات في هجمات بالدبابات أمس في الريف المحيط بمدينة حماة وفي بلدة قريبة من تركيا. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن أختين عمرهما ست سنوات و11 سنة من بين خمس جثث نقلت إلى مستشفى في بلدة طيبة الإمام بعد هجمات للجيش على قرى حول مدينة حماة المحاصرة. وأضافت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان أن أربعة أشخاص قتلوا في بلدة بنش على الحدود مع تركيا. وفي العراق دعا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الحكومة السورية إلى اتخاذ "موقف جريء لوقف نزيف الدم" في الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف مارس الماضي، مديناً "قمع الحريات" في سورية. وقال النجيفي في بيان إن "ما يحدث في سورية الشقيقة من أحداث دامية إنما يحز في النفس ويدعونا من باب الحرص على مصالح الشعب السوري الشقيق لنطلب من الحكومة السورية موقفاً جريئاً وشجاعاً لوقف نزيف الدم انطلاقاً من مسؤوليتها في الحفاظ على الأرواح والممتلكات". وأكد النجيفي "ضرورة الإسراع بإدخال إصلاحات سياسية واقتصادية ملموسة على النظام السياسي برمته بما ينسجم وتحقيق تطلعات الشعب السوري، من أجل مجتمع تسوده العدالة والحرية في التعبير عن الرأي والمشاركة الحقيقية في حكم البلاد ويحفظ الحقوق المدنية لكل طبقات الشعب السوري".