تجاهل النظام السوري النداءات العربية والدولية وواصل حملته العسكرية لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، ما أدى أمس إلى سقوط 34 قتيلا برصاص قوات الأمن إضافة الى عشرات الجرحى. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أعلى حصيلة للقتلى سجلت في دير الزور التي اقتحمتها الدبابات حيث قتل 17 شخصا وأصيب نحو 50 بجروح في المدينة والبلدات المحيطة بها. كما سقط شخص قتيلا في اللاذقية، خمسة في محافظة إدلب، ثلاثة في حماة، ثلاثة في حمص وقتيلين في ريف دمشق. وقال نشطاء في دير الزور إنهم شاهدوا ظهر أمس 15 جثة ملقاة في شوارع أحياء الحويقة، جبيلة، القصور والجورة، مشيرين إلى أن قتيلين سقطا في المدينة صباح نفس اليوم. وأوضحوا أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة فيما كانت الدبابات تنشر في الشوارع وساحة الحرية. وفي بنش في منطقة إدلب، أفاد ناشطون أن طفلا في الثالثة عشرة من العمر وأربعة أشخاص آخرين قتلوا، كما قتل ستة مدنيين في بلدتي حلفايا وطيبة الإمام بينهم ثلاثة أطفال وذلك خلال العمليات الأمنية والعسكرية المستمرة في البلدتين منذ صباح أمس. وفي محافظة حمص، قتل مدنيان من سكان تجمع قرى الحولة برصاص عناصر من (الشبيحة) أطلقوا عليهم الرصاص. وفي اللاذقية، سقط شخص عصر أمس قتيلا برصاص قوات الأمن في حي سكنتوري وأصيب آخران أحدهما في يده وتم استهدافه وهو يحاول تصوير اقتحام الأمن والجيش للحي من أجل إزالة الحواجز التي وضعها الأهالي. وقتل شخصان في ريف دمشق. دبلوماسيا تراوح موقف الرئيس بشار الأسد بين الاستجابة والرفض للضغوط العربية، الإقليمية والدولية على نظامه. وقال خلال لقائه مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو في دمشق أمس: «لن نتهاون في ملاحقة المجموعات الإرهابية من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين».. لكنه أضاف أن سورية مصممة على استكمال خطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها ومنفتحة على أية مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة». من جانبه، قال أوغلو عقب عودته إلى أنقرة أن الأيام المقبلة «ستكون حاسمة» بالنسبة لما تتوقعه تركيا، موضحا أنه ناقش سبل وقف إراقة الدماء وتطبيق الإصلاحات الديموقراطية خلال مباحثات «مفتوحة استمرت ست ساعات ونصف الساعة مع الرئيس السوري». من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره السوري وليد المعلم أمس، أن الأولوية هي لوقف أعمال العنف في سورية وتطبيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية. وقال وزير الخارجية المصري محمد عمرو أمس إن الوضع في سورية «يتجه نحو نقطة اللاعودة»، داعيا إلى «وقف فوري لإطلاق النار». واعتبر عمرو أن «الإصلاح المخضب بدماء تراق وشهداء يسقطون بشكل يومي لا يجدي نفعا». كما دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أمس الحكومة السورية إلى اتخاذ «موقف جريء لوقف نزيف الدم» مع إدانته «لقمع الحريات». وستجري بعثة من الهند والبرازيل وجنوب افريقيا مباحثات مع المسؤولين السوريين اليوم في مسعى لإنهاء القمع الدامي الذي يشنه النظام، وحضه على الحوار مع المعارضين.