واصل المستثمرون عمليات بيع كثيفة للأسهم في البورصات العالمية أمس لليوم الثامن على التوالي، ومنيت مؤشرات أسواق الأسهم شرقا وغربا بخسائر فادحة بسبب المخاوف من تباطؤ النمو العالمي المرتبط بأزمات الديون الأميركية والأوروبية. لكن الأسهم الأميركية خالفت الاتجاه العالمي عند افتتاحها بعد صدور بيانات مشجعة تراجعت فيها البطالة الأميركية بنسبة طفيفة، لكنها ما لبثت أن تراجعت لتتناغم مع الاتجاه التنازلي للأسواق العالمية. ففي اليابان، هبطت مؤشرات الأسهم في بورصة طوكيو للأوراق المالية أمس بأكثر من 3 % عقب التراجع الحاد ليلة أول من أمس في بورصة وول ستريت الأميركية والأسواق الأوروبية. وأعرب المستثمرون عن القلق إزاء ضعف تعافي الاقتصاد في الولاياتالمتحدة وحزم الإنقاذ وأزمات الديون الوطنية في الاتحاد الأوروبي. وتعد الولاياتالمتحدة سوقا هامة لليابان التي يعتمد اقتصادها على الصادرات. وفقد مؤشر نيكي القياسي المؤلف من 225 سهما 359.3 نقطة، وهو ما يعادل 3.72 % ليصل عند الإغلاق إلى 9299.88 نقطة في أدنى انخفاض له على مدار أربعة أشهر ونصف. كما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 25.4 نقطة، وهو ما يعادل خسارة بنسبة 3.07 %. وعلى مدار أسبوع، تراجع مؤشر نيكي بنسبة 5.42 %، فيما انخفض توبكس بنسبة 4.8%. وفي الأسواق المجاورة لليابان، سجلت الأسهم المدرجة في بورصة سنغافورة انخفاضا وصل إلى 3.61%. كما خسر مؤشر بورصة جاكرتا الإندونيسي 5%. وفقد مؤشر كوسبي القياسي الكوري 82.08 نقطة، وهو ما يعادل 4.02%. وتراجع مؤشر أسهم هونج كونج بأكثر من 4.8%. وفي الهند، فقد مؤشر "سينسكس" الرئيسي في بورصة مومباي الهندية أمس 3.26% من قيمته ليصل إلى أدنى مستوياته في 14 شهرا في أعقاب عمليات البيع الكثيفة من قبل صناديق الاستثمار. كما تراجعت البورصة الباكستانية 471 نقطة. وفي أوروبا، تراجعت الأسهم الأوروبية متأثرة بموجة انخفاض الأسهم في بورصات آسيا ونيويورك، مما دفع حملة الأسهم إلى التفكير في البحث عن استثمارات آمنة. وهوت أسهم البنوك الأوروبية أكثر من 3% إلى أدنى مستوى لها في عامين. وتراجعت أسهم مصرف رويال بنك الأسكتلندي 12 % بعد أن سجلت خسارة من جراء تحمل البنك عبئا كبيرا في السندات اليونانية. وتم تعليق التعامل على سهمي انتيسا سانباولو ويوني كريديت الإيطاليين في بورصة ميلانو للحد من تراجعهما. وتراجع مؤشر ستوكس الأوروبي المؤلف من 600 سهم بنسبة 2.84% إلى 236.34 نقطة في عمليات التداول الصباحية أمس، حيث سارع المستثمرون إلى التخلص من الأسهم وسط مخاوف بشأن قدرة القادة الأوروبيين على احتواء أزمة ديون المنطقة ومخاوف من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة ركود. وتراجع مؤشر ستوكس المؤلف من 600 سهم بنسبة 11% على مدار أسبوع. وبعدما امتدت فترة اضطراب سوق الأسهم شهدت عمليات التداول يوم جمعة أسود حيث فتحت بورصات لندن وفرانكفورت وباريس على تراجعات كبيرة. فقد استهلت الأسهم الفرنسية في بورصة باريس للأوراق المالية تعاملاتها بخسارة كبيرة، إذ تراجع مؤشر "كاك" الرئيسي في بورصة باريس بنسبة 3.07% إلى 3218.39 نقطة في بداية التعاملات. وسجل مؤشر "داكس" الرئيسي للبورصة الألمانية تراجعا بنسبة تقارب 4% ليصل إلى 6193 نقطة، لكن استمرار حركة التداول أسهم في دعم السوق وخفض الخسائر قليلا. وافتتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع بنسبة تجاوزت 1 % بعدما خفف تقرير الوظائف لشهر يوليو الماضي قلق المستثمرين بشأن الاقتصاد الأميركي، ولكنها عاودت الهبوط للتناغم مع البورصات العالمية في الجلسة الصباحية. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 36.32 نقطة وهو ما يعادل 0.32% لتصل إلى 11347.35 نقطة. كما هبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا بمعدل 7.76 نقاط، أي مايعادل 0.65 % ليبلغ 1192.31 نقطة. وهوى مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 1.44%، أي ما يعادل 36.69 نقطة ليبلغ مستوى 2519.70 نقطة.