هبط الخام الأمريكي الخفيف ثلاثة دولارات إلى 82.92 دولاراً للبرميل امس مع تفاقم المخاوف بشأن النمو الاقتصادي بسبب بيانات مخيبة للآمال من منطقة اليورو والصين في حين حذر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) من مخاطر نزولية ملموسة تهدد اقتصاد الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وساهمت الآفاق القاتمة للاقتصاد العالمي في هبوط أسواق الأسهم العالمية إلى أدنى مستوياتها في عام وارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل سلة عملات مع تهافت المستثمرين على أصول أكثر أمانا مما ساعد في تسارع المسار النزولي لأسواق النفط. وتراجعت الأسهم الأوروبية بشدة امس بعد أن حذر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) من مخاطر كبيرة تواجه الاقتصاد الأمريكي المثقل بالمشاكل بالفعل وبعد أن أظهرت بيانات مزيدا من الانكماش في قطاع الصناعات التحويلية بالصين. وفي الساعة 0706 بتوقيت جرينتش تراجع مؤشر يوروفرست لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 2.5 بالمئة إلى 895.32 نقطة بعد أن انخفض 1.7 بالمئة في الجلسة السابقة. وفقد المؤشر 20 بالمئة هذا العام بسبب المخاوف من ديون منطقة اليورو والقلق حيال نمو الاقتصاد العالمي. وقال كلاوس فينر كبير الاقتصاديين لدى جنرالي للاستثمارات "فضلا عن عدم اليقين السياسي هناك تباطؤ كبير في الاقتصاد الكلي وهذا يضع الكثير من الضغوط على الأسواق. كانت الصين واحدة من تلك الأسواق التي لا تزال تنعم بنمو قوي إلى حد ما. الآن إذا ما واجهنا مشكلات فلن يكون هذا في مصلحة أسواق الأسهم العالمية." وتعرضت أسهم شركات التعدين لضغوط هائلة مع تراجع أسعار المعادن الرئيسية بين 1.4 و3.4 بالمئة بفعل المخاوف حيال الطلب على المعادن الصناعية. وهوى مؤشر قطاع المعادن الأوروبي 4.8 بالمئة. وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فايننشال تايمز في بورصة لندن منخفضا 2.5 بالمئة بينما فقد مؤشر كاك 40 الفرنسي 2.7 بالمئة. ونزل مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 3.4 بالمئة. واتجه المستثمرون في بورصة سيدني للأوراق المالية إلى التخلص من محافظ أوراقهم المالية بكثافة امس بعد موجة التراجع التي اجتاحت بورصات العالم منذ يوم الاربعاء على خلفية تدهور حالة الاقتصاد الأمريكي واستمرار أزمة الديون الأوروبية. وتراجع مؤشر "أيه.إس.إكس 200" في بورصة سيدني بمقدار 106 نقاط، أي بنسبة 6ر2% تقريبا إلى 3964 نقطة، وهو ما يقترب من أقل مستوى له منذ عامين. ومن بين أكثر الأسهم نشاطا في تعاملات اليوم سهم شركة فوسترز جروب لصناعة (البيرة) الذي ارتفع بمقدار 38 سنتاً أسترالياً ليغلق عند مستوى 27ر5 دولارات أسترالية على خلفية صفقة الاستحواذ عليها من جانب شركة "إس.أيه.بي ميللر" ومقرها لندن حيث قدرت الشركة بحوالي 9ر9 مليارات دولار أسترالي (1ر10 مليارات دولار أمريكي). واختتمت الأسهم اليابانية تعاملات امس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بتراجع كبير على خلفية الخسائر الكبيرة للأسهم الأمريكية في تعاملات بورصة وول ستريت بنيويورك واستمرار قوة الين أمام اليورو مما أضرب بأسهم الشركات المعتمدة على التصدير. وتراجع مؤشر نيكي القياسي بمقدار 90ر180 نقطة، أي بنسبة 07ر2% إلى 26ر8560 نقطة. كما سجل تراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بمقدار 59ر12 نقطة أي بنسبة 66ر1% إلى 54ر744 نقطة. وفي الوقت نفسه، تضررت أسهم الشركات اليابانية المعتمدة على التصدير من استمرار قوة الين الياباني أمام اليورو حيث دار سعر العملة اليابانية حول 104 ينات لكل يورو. يذكر أن ارتفاع قيمة الين يخفض القدرة التنافسية للمنتجات اليابانية في الخارج ويقلص أرباح الاستثمارات اليابانية خارج اليابان.