اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة الزبداني بريف دمشق بين الجيش وعناصر من القوى الأمنية، فيما سمع إطلاق نار كثيف وانفجارات استمرت ساعات في عدة مناطق باللاذقية، حسبما أعلن نشطاء أمس. وفي حمص، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى المدينة وانتشرت آليات الجيش بشكل مكثف في أحياء باب السباع والدريب والقصور، والخالدية والبياضة بحسب الناشطين. وتحدث نشطاء آخرون عن دخول أكثر من ألفين من قوات الجيش فجر أمس حارة الجورة في حي القدم وحي الحجر الأسود بريف دمشق، محذرين من حملة مداهمة واعتقالات تقوم بها عصابات الأمن والشبيحة في منطقة الحجر الأسود. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "تظاهرة نسائية خرجت أول من أمس في الزبداني بريف دمشق"، أعقبها "تلاسن بين قوات الجيش وأخرى من الأمن تلاه إطلاق رصاص كثيف". كما شهدت الدوما "تظاهرة نسائية أخرى شارك فيها أمهات ونساء المعتقلين، حيث اعتصمن في ساحة البلدية مطالبات بالإفراج عن ذويهن". وتحدث المرصد عن تظاهرات ليلية أخرى في عدد من المدن السورية كان أضخمها في مدينة حماة (وسط) شارك فيها عشرات الآلاف. كما جرت تظاهرات في ريف دمشق وحمص ودير الزور وإدلب وريفها واللاذقية. وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أمس أن ثلاثة أشخاص قتلوا، بينهم امرأة، برصاص الأمن لدى مرورهم على حواجز تفتيش، في حي البياضة بحمص، وإدلب، وبلدة تلبيسة بريف حمص. لكن الرواية الرسمية تحدثت عن تعرض حواجز عسكرية في إدلب وعلى الطريق الدولي بين دمشق وحلب، لهجمات مسلحة أسفرت عن إصابة كثير من رجال الأمن. وأشارت تلك الروايات عن زيارة وزير الداخلية اللواء محمد شعار لحمص لتهدئة الأوضاع فيها، مشيرة إلى وجود نحو 200 مسلح في المدينة لم يتم توقيفهم. كما أكدت المصادر الرسمية عودة الهدوء إلى حماة، فيما واصلت أفواج من أبناء مدينة جسر الشغور وريفها بالعودة من المخيمات التركية, مشيرة إلى أن 255 لاجئا سوريا عادوا إلى قراهم عبر بوابة الحسانية الحدودية. من ناحية أخرى، أنجزت اللجنة المكلفة بصياغة مشروع قانون الإعلام أعمالها وحولته إلى الحكومة التي يتوقع أن تقره خلال الأيام المقبلة. وتضمن المشروع تعديلات أبرزها إلغاء عقوبة السجن بحق الصحفي والاكتفاء بتغريمه ماليا. وحول ردود الفعل الخارجية على الأحداث السورية، اتهمت الولاياتالمتحدة الجيش السوري ب "الوحشية"، واعتبرت الأسد فاقدا للشرعية وسببا في عد الاستقرار وليس مفتاحه، وفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند أول من أمس. وفي بغداد، كشف النائب العراقي عن ائتلاف دولة القانون شاكر الدراجي، أن إيران أبلغت رئيس الحكومة نوري المالكي بتقديم المزيد من الدعم لسورية والوقوف مع رئيسها لتمكينه من تجاوز الأزمة. وأوضح أن وفدا برئاسة القيادي في حزب الدعوة الإسلامية عبد الحليم الزهيري عاد من طهران حاملا توصيات إيرانية للمالكي بتقديم الدعم لسورية، مؤكدا أن المالكي بصدد إرسال وفد إلى دمشق في غضون الأيام المقبلة. وفي القاهرة، تنطلق مسيرة حاشدة تضم عائلات وأسر وشبابا وأطفالا سوريين مقيمين بالقاهرة من أمام مقر الجامعة العربية اليوم، استنكارا للصمت الدولي إزاء ما يحدث في سورية وحشدا للدعم لصالح المتظاهرين.