رغم انتشار وسائل الترفيه في هذا العصر، إلا أن بعضا من الفتيات أدرن لها ظهورهن، وأقبلن على تعلم رياضات تصعب ممارستها على رهط من الرجال، محاولات إثبات ذاتهن أمام المجتمع بشكل لافت، معتقدات أنها تزيد من قدرتهن على التحمل. وتشهد أروقة النوادي النسائية في المملكة إقبالا غير عادي على الاشتراك في الرياضات العنيفة كالجودو، وكرة القدم، مما دعا بعضها إلى تخصيص أماكن لتعليم النساء تسلق الجبال، وركوب الخيل. من جهته، يرى المستشار الدولي في هيئة حقوق الإنسان عضو هيئة المحكمين في وزارة العدل الشيخ أحمد المعبي أن ممارسة الرياضات العنيفة للمرأة فيها مخالفة للعرف والشريعة، مشيرا إلى أن الإسلام دين وسط لا يمنع الرياضة المناسبة لطبيعة المرأة والتي لا تحدث لها أذى نفسيا أو اجتماعيا أو جسديا، محذرا مما يغير طبيعة المرأة، مفيدا بأن ممارسة الرياضة العنيفة للفتيات تؤثر على أنوثتهن وتغير من طبيعتهن، وتجعلهن يتشبهن بالرجال مما يحرمه الدين، لافتا إلى أن الرياضة المدرسية مباحة في حدود التعاليم الإسلامية. من جهته، يرى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن ممارسة المرأة الرياضة العنيفة لها انعكاسات نفسية خطيرة، حيث تتسبب في خدش أنوثتها، وفيها مخالفة لفطرتها التي فطرها الله عليها، مرجعا تلك الممارسة لدوافع نفسية كالاحتجاج على السلطة الذكورية الموجودة في المجتمع، مفيدا أن نشأة بعضهن في بيئة يسيطر عليها الذكور توجد بداخلهن تراكمات وتولد لديهن رغبة في ممارسة سلطة الدور الذكوري، لتعويض نقص بداخلهن، لافتا إلى أن دراسات أثبتت أن التمارين الرياضية العنيفة تؤدي إلى ضعف الإدراك العقلي لدى النساء في وقتٍ لاحق. من جانبه، يؤكدّ الخبير النفسي والتربوي العضو المؤسس للهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة الدكتور خالد باحاذق أن الرياضة العنيفة التي تعتمد على بناء العضلات وتمارسها الفتيات مخالفة للقيم والعادات، مشيرا إلى أن ممارستها للرياضة العنيفة تولد لديها قدرة على تحمل صعاب الحياة، مطالبا بأهمية الفصل بين ثقافة المجتمع والدين والعمل على تغيير هذه الثقافات، خاصة أن النظرة السلبية للمرأة في المجتمع بأسباب الخلط بين هاتين الثقافتين. وحول الاعتقادات الخاطئة بتأثر بكارة الفتيات أثناء ممارسة الرياضات العنيفة ينفي استشاري أمراض النساء والولادة الدكتورعدنان عبد الرحيم تأثر بكارة الفتاة بممارسة الرياضة العنيفة مشيرا إلى أن جميع الرياضات آمنة على بكارتها. من جهتها، أشارت مدربة في أحد النوادي النسائية في مدينة جدة سمية عارف إلى وجود عدد ليس بالقليل من الاشتراكات الشهرية من قبل السيدات اللاتي يفضلن ممارسة رفع الأثقال، وتعلم فنون القتال" الجودو" مما دفع بإدارة النادي لإحضار اختصاصية في هذه الرياضة، لافتة إلى أن ممارسة المرأة لتلك الرياضات تسهم في زيادة قدرتها على تحمل الأعمال الشاقة. من جهتها، ترى غادة أمين إحدى المتدربات أن تدرب المرأة على فن القتال يساعدها على مواجهة أي خطر ويمكنها من التغلب عليه، مؤكدة أنها تسعى دائما لتعلم الرياضات التي لا تتقبلها السيدات السعوديات، حرصا منها على المحافظة على سلامة صحتها.