عشق الروايات الأجنيبة منذ صغره لدرجة أنه تمنى أن يتقن اللغة الفرنسية رغبة منه في قراءة روايته المفضلة "البؤساء" لفيكتور هوجو دون ترجمة، وبعد أن وصل عمره للسبعين فقد فهد مفضي الفهيد الأمل في ذلك، فالتحق بدورة للحاسب الآلي أطلقتها شركة الاتصالات السعودية ضمن برنامجها "قوافل" بالتعاون مع مركز التنمية الاجتماعية في مدينة جبة (103 كلم شمال غرب حائل) من أجل تعلم الإنترنت عله يجد ترجمات أفضل للروايات التي يعشقها لفيكتور هوجو وآلبير كامو وآرنست همنجواي وقطبي أدب روسيا تولستوي وديستوفيسكي. الفهيد - الذي أمضى 40 عاماً في التعليم - حصل على شهادة التخرج أمس يقول ل "الوطن": إن الترجمة تضيع ثلث المتعة بالرواية، ولذلك قرر أن يتمسك بالأمل في ترجمات أفضل للروايات العالمية يقضي بها وقت فراغه الطويل بعد التقاعد الذي حصل عليه قبل خمس سنوات، وكان الإنترنت هو الحل في نظره. وأوضح المفضي أنه خلال مسيرته في التعليم لم يغب سوى ثلاثة أيام وبعذر أيضاً، مؤكداً أن حبه للروايات الأجنبية رافقه منذ الصغر عندما كان يدرس في العاصمة الرياض آنذاك عام 1388 وكانوا يشترون الكتب من "حراج ابن قاسم" في الرياض، حيث تأتي تلك الكتب بشوالات مربوطة أو بالكيلو "وكنا نحصل على الربطة التي يتراوح عدد الكتب فيها من 30 إلى 50 كتاباً بسعر 12 ريالاً في ذلك الوقت وكانت تطبع في لبنان، وكان للحظ عامل في اختيارك ففي بعض الأحيان تقع في يدك كتب جيدة وأخرى هزيلة، وكان نصيبي أن أتعرف على رواية البؤساء ومن فرط حبي لها بدأت أتعرف على الروايات الأخرى. وذكر المفضي أنه تعرف من خلال تلك الطريقة في الشراء على الأدب الروسي والفرنسي والأميركي، بالإضافة إلى الروائيين العرب، وبحسب المفضي فإن الأدب الروسي يظل متقدماً على ما سواه بوجود قطبيه تولستوي وديستوفيسكي، فيما يبقى الروائي نجيب محفوظ المفضل لديه عربياً. وأكد المفضي أن دخوله إلى دورة محو أمية الحاسب الآلي كان لمتابعة جديد التراجم لعله يجد ترجمات أفضل لرواية "البؤساء" وإشغال وقت فراغه فيها بدلاً من الاستراحات التي تضيع الوقت دون جدوى. وتمنى المفضي أن تتاح له زيارة برنامج الملك عبدالله للترجمة ليطلع على عمله والحصول على إصداراته، متمنياً أن تكون ترجماته أفضل من تلك التي كانت تصلنا من لبنان، وأن تكون محافظة على الصور البلاغية والإبداع الفني في الأعمال.