قضاء الأوقات في الإجازات الصيفية ومع قلة توفر الأماكن السياحية لدى الشباب في أغلب مناطق المملكة وانتشار المقاهي التي تقدم لمرتاديها الشيشة (المعسل) قبل الشاي والقهوة، يضع هذه الفئة من الشباب الصغير في العمر نسبياً في دائرة الخطر وإدمان تعاطي التبغ، خاصة إذا ما علمنا أن بعض المقاهي يجبر الشباب صغار السن - الذين يعانون من الفراغ بسبب العطلة الصيفية - على طلب الشيشة للجلوس في أحضان هذه الأماكن المشبوهة والمغلقة والتي تفتح أبوابها للشباب الصغار على الرغم من صدور قرار بمنع دخول من يقل عمره عن 18 عاما. ومن جهة أخرى، يلاحظ أن هذه النوعية من المقاهي قد أثرت بشكل لافت على طلاب الجامعات، الذين اتخذوها مكاناً للقاء الأصدقاء وقضاء الأوقات والسهرات ومشاهدة المباريات الرياضية ومكاناً مفضلاً للتسلية عن النفس. أحمد طاهر، شاب لم يتجاوز عمره العشرين عاما رصدته "الوطن" وهو يجلس ليستنشق هواء شيشته التي يفضلها على حسب قوله فيقول إن الأماكن محدودة وأكثرها للعوائل فقط،" وفي هذا المكان الذي يعتبر خارج النطاق السكاني فلا نسمع كلمة ممنوع ونحن نجتمع مع الأصدقاء من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الثالثة فجرا، وبالنسبة للشيشة في البداية قد أجبرنا على طلبها حتى نتمكن من الجلوس، أما الآن فنحن لا نستطيع الجلوس من دونها". عمر وسعد وعبد الغني لم تبتعد أعمارهم عن الشاب أحمد أضافوا "إننا نمضي أكثر الأوقات في هذه المقاهي التي تستنزف جيوبنا، ولكن تعتبر هي المتنفس الوحيد لنا". وعن التزام هذه المقاهي بالتقيد بشروط الدخول، أكدوا أنهم لا يجدون ما يمنعهم في أكثر الأوقات من الدخول واختيار إحدى الغرف المغلقة والجلوس بها لمشاهدة القنوات الفضائية أو لعب البالوت. الأخصائي الاجتماعي نائف الحربي بين ل "الوطن" خطورة انتشار هذه المقاهي وفتح أبوابها لفئة الشباب وتقديم المعسلات بشتى أنواعها بعيدا عن أعين الرقابة والتي تنتج عن إدمانهم وحضورهم يوميا وخاصة وقت مواسم الإجازات، والتي تصل بالشاب أن يكذب على والديه ليسهر في هذه الأماكن التي توفر غرفا مغلقة يخفى ما يحصل بها واستقبالها لجميع الفئات العمرية، وتعتبر وسيلة لمروجي المخدرات الذين يستهدفون الأماكن البعيدة والتي يكثر بها الشباب. ولفت الحربي إلى عدم التقيد بالسن القانونية للدخول للمقاهي "لنرى تفاوتا بالأعمار والذي ينتج عنه التحرش الجنسي والاغتصاب وتعلم الشباب التدخين، حيث تعتبر هذه الأماكن مدرسة لنشر المفاسد، فهي بعيدة عن الرقابة، وهمها الأول الربح المادي فقط".