انتقد عدد من المعلمين في مداخلاتهم في ختام فعاليات ملتقى المعلمين الصيفي بفندق ماريوت بالرياض نهاية الأسبوع الماضي أمانة جائزة التميز للمعلمين والمعلمات التي قدمت جوائزها للمرة الأولى العام الماضي، واصفين معايير الجائزة وآلية عملها بالقاصرة. فيما انتقد خبير تربوي حال بعض القرارات الإدارية التي تتغير بتغيّر مسؤولي الوزارة. وحاول عضو أمانة الجائزة الدكتور راشد العبدالكريم الذي كان أحد الحاضرين بالملتقى دفع التهم عن الجائزة، مبررا أنها في عامها الأول وربما يكون هناك ارتجال سلبي نحوها، لافتا إلى أن الجائزة تعمل ضمن آليات رفع وتحسين مستوى الجودة في العمل التعليمي والتربوي سواء في طرق التدريس أو الإدارة أو البيئة التعليمية. وأكد العبدالكريم أن الوزارة حرصت على صدقية الجائزة فجعلت المسؤولين عنها من خارج الوزارة ولا يشارك في أمانتها أحد من إدارات التربية والتعليم خشية الحديث عن محاباة في الترشيح وغيرها، مبينا أن جميع المسؤولين في الإدارات هم محل الثقة الكاملة. إلى ذلك، أبدى معلم مشارك دهشته من ذلك قائلا "هناك تناقض.. ففي الوقت الذي يتم منع مسؤولي إدارات التربية والتعليم من المشاركة في عضوية أمانة الجائزة، لا يحق في الوقت نفسه لأي مرشح رفع أوراق ترشيحه، إلا عن طريق إداراتهم التعليمية"، متسائلاً: لماذا لا يتم الرفع مباشرة لأمانة الجائزة؟. وكشف عدد من المعلمين بعض الشواهد التي تؤكد وجود خلل في عمل جائزة التميز للمعلمين والمعلمات العام الدراسي الماضي، إذ أعلن أحد المعلمين عدم ترشيح نفسه مرة أخرى بسبب وضع الجائزة الحالي ومعاييرها، مضيفا: أنه رشح نفسه كونه يدرس الصفوف الأولية العام الدراسي الماضي، ورفض الآن بحجة أن تخصصه الأكاديمي لا يتوافق مع طبيعة عمله الحالي رغم تميزه في تدريس مواد تلك المرحلة العمرية الهامة بشهادة مدير المدرسة ومعلميها ومشرفي المواد والتربويين الزائرين. واشتكت معلمة في مداخلة أخرى من عدم تجاوب مسؤولي الجائزة أثناء التواصل معهم من خلال موقع الجائزة على الإنترنت وعدم ردهم على استفساراتها إلكترونيا رغم أن ذلك متاح شكليا أمامهم. على صعيد آخر، انتقد أحد خبراء التربية والتعليم سعد بن غرم الله الغامدي في حديثه بالملتقى وضع بعض القرارات الإدارية بالوزارة التي تتغير بتغيّر المسؤولين، مستشهدا بالتعليم الشامل ثم المطور فالعادي ثم نظام المقررات وحاليا مشروع التقويم في المرحلة الابتدائية. وأكد أن المعاناة تكمن في أن الوزير الجديد والفريق العامل معه يأتون بأفكار، وبعد انتهاء فترة عملهم يأتي وزير آخر والفريق العامل معه، ليغيروا تلك القرارات السابقة ويضعوا أفكارا أخرى جديدة للتطبيق. ووجه الخبير الغامدي انتقاده إلى بعض مديري المدارس الذين وصفهم ب"السيئين" في استخدام الصلاحيات الجديدة التي منحت لهم رغم جودتها، مستشهدا بأحد المواقف إبان عمله كمدير لإحدى الثانويات بالرياض، حينما فوجئ بأحد الضباط يدخل عليه ببذلته الرسمية ويحمل على أكتافه التيجان والنجوم أثناء الطابور الصباحي، ويسأل بصوت مرتفع أمام المعلمين والطلاب "أين المعلم الثور الذي عاقب ابني!"، فما كان منه إلا الرد عليه بالمفهوم نفسه قائلا له "أعتقد أنك أخطأت العنوان فمزارع الأبقار في الخرج"، لافتا إلى أن المسؤول خجل ولكنه كابر أكثر، فقلت له: لا تغرك ما هي على أكتافك، فللمعلم حق الاحترام الكامل.