تواصل السلطات اليمنية بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية البحث عن مخرج للأزمة القائمة في البلاد منذ عدة أشهر. وأكد نائب الرئيس عبدربه منصور هادي أثناء لقائه بالسفير البريطاني بصنعاء جون ويلكس أمس، أن هناك تشاوراً حول عمل جاد ومباشر لحل الأزمة بالتعاون مع أحزاب اللقاء المشترك المعارض والمشايخ والشخصيات الاجتماعية، لكنه لم يشر إلى إشراك الشباب المعتصمين في ساحات التغيير والمطالبين بإسقاط ما يسمونه "بقايا النظام". من جانبه، جدد السفير البريطاني موقف بلاده الداعم إلى تجنيب اليمن مخاطر ومنزلقات الفوضى، متمنيا من جميع الأطراف ضرورة التفاهم والجلوس على طاولة الحوار لإيجاد حلول سلمية للأزمة الراهنة. وفي القاهرة، توقع مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة بصنعاء سمير الدرابيع "أن تشهد الأيام المقبلة انفراجة سياسية في اليمن نتيجة للجهود المبذولة وتدخل جميع الأطراف الإقليمية والدولية للتوصل لحل عاجل". ميدانياً، استمرت المعارك الشرسة في محافظة تعز (جنوبا) وأرحب (شمالا). وكشف مصدر أمني عن مقتل 4 جنود من الحرس الجمهوري وإصابة 12 آخرين، بكمين نصبته عناصر مسلحة تابعة لأحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل أحزاب اللقاء المشترك بقيادة حمود سعيد المخلافي، لقائد الحرس العميد مراد العوبلي أول من أمس. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات صالح و"حماة الثوار" في أحياء كلابه والشماسي لتمتد شرق تعز إلى جولة قيادة فرع الأمن المركزي وجولة القصر وإلى الشمال، حيث تعرضت أحياء تعز لقصف عشوائي، بحسب مصادر محلية. وفي أرحب ذكرت مصادر محلية بصنعاء أن قوات الحرس الجمهوري واصلت قصفها القرى، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. من جهة ثانية قال وزير الدفاع محمد ناصر أحمد أمس إن قوات الجيش "فرضت حزاما أمنيا لحماية عدن من الأعمال الإرهابية التي تنفذها عناصر خارجة عن القانون وتستهدف أمن واستقرار اليمن"، في إشارة إلى جماعات يعتقد بانتمائها إلى تنظيم القاعدة التي سيطرت على محافظة أبين المجاورة لمدينة عدن. وفي أبين، قتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون بغارات ليلية استهدفت موقعا عند مدخل مدينة جعار القريبة من زنجبار عاصمة محافظة أبين التي يسيطر عليها مسلحون ينتمون إلى جماعة أنصار الشريعة منذ نهاية مايو الماضي.