أكد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية "ما زالت على الطاولة، والاتصالات مستمرة مع الأطراف اليمنية لمساعدة الأشقاء في اليمن على تجاوز هذه الأزمة". وأعرب ابن علوي عن أمله "في إحراز تقدم عن طريق تلك الاتصالات، وأن نستطيع أن نتلمس طريقا يؤدي إلى توافق بين المعارضة والحزب الحاكم". وجاء تصريح ابن علوي بعد لقاء حضره في مسقط مساء أول من أمس جمع السلطان قابوس بن سعيد ورئيس مجلس الوزراء الكويتي ناصر المحمد الصباح الذي زار عمان في إطار جولة تشمل دول مجلس التعاون الخليجي. من جانبه، أكد وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أن التوجه القائم لدى الحكومة اليمنية وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم يتمثل بالدعوة إلى حوار وطني شامل على أرضية المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة السياسية. وأوضح أمس أن المواقف الدولية والإقليمية تتجه إلى دعم التسوية السلمية عبر الحوار بين الأطراف كافة بما يسهم في تأمين أمن واستقرار اليمن. وهيمنت أجواء من التوتر على مشهد الأحداث في اليمن أمس، فعلى الرغم من الحديث عن حلحلة سياسية للأزمة بين السلطة والمعارضة على قاعدة المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن، إلا أن الاشتباكات تواصلت في ثلاث بؤر توتر هي أبين، تعز وأرحب. ففي أبين تواصلت الاشتباكات بين الجيش و"أنصار الشريعة"، التي أدت إلى مقتل 50 شخصا بينهم تسعة جنود. وقالت السلطات الأمنية: إنه تم اعتقال عدد من المسلحين بينهم مسلح يحمل الجنسية الصومالية. وسادت مخاوف في عدن من اقتراب المعارك من المناطق المشتركة مع أبين. وذكرت مصادر محلية أن استنفارا للجيش لوحظ في منطقة العريش، وهو المدخل الذي يربط عدن بأبين. وفي تعز تجددت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري ورجال القبائل الذين تعهدوا بحماية الثوار المعتصمين في ساحة الحرية. وتمكن مسلحو القبائل من قتل جنديين وإحراق طاقمين عسكريين فجر أمس باشتباكات في قلب تعز. واستمر الحال على وضعه السيئ في أرحب، حيث قصف الطيران الحربي أمس العديد من المواقع التي يتمركز فيها رجال قبائل مناوئون للنظام، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي العاصمة صنعاء نفسها هيمنت أجواء من المخاوف في أوساط سكان مديرية الحصبة، أكبر مديريات العاصمة، عقب تصاعد مظاهر التحفز المسلح في العديد من الأحياء والشوارع. ويأتي ذلك على الرغم من تقلص أعداد القوات الحكومية والمجاميع القبلية التابعة للشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية، بموجب اتفاق التهدئة الذي أبرم مؤخرا بين السلطة ومعارضيها. وتخلفت اللجنة الأمنية المكلفة بإنهاء التوتر والمظاهر المسلحة بصنعاء عن تدشين اتفاق التسوية المبرم بين الجانب الحكومي وزعيم قبيلة حاشد، حيث لا تزال مظاهر التحفز المسلح تهيمن على معظم شوارع وأحياء مديرية الحصبة رغم اتفاق التهدئة. من جهة أخرى، تمكنت الأجهزة الأمنية بميناء الحديدة من ضبط قارب صيد يمني وعلى متنه عشرة أريتيريين كانوا يرتدون الملابس العسكرية يحاولون التسلل إلى الساحل بمدينة الحديدة بطريقة غير شرعية. وذكرت مصادر رسمية أمس أن التحقيقات الأمنية كشفت أن الأريتيريين هم جنود قدموا هربا من نظام بلدهم، وتم التحفظ عليهم لاستكمال الإجراءات القانونية.