تناولت اختصاصية اجتماعية أبرز قضايا التحرش الجنسي في المجتمع السعودي وخاصة تلك التي وردت إلى فرع جمعية حقوق الانسان في المنطقة الشرقية، وكان أبرزها قصة معلمة ثلاثينية تعرضت للتحرش من قبل والدها مدمن المخدرات، وذلك تحت نظر والدتها وأشقائها. جاء ذلك في محاضرة "حمايتي حقّي" التي ألقتها الأخصائية الاجتماعية في هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية أمل الدوخي في الفرع النسائي لبرنامج الأمير محمد بن فهد بالدمام أمس. وقالت الدوخي إن أبرز الضحايا التي شهدتها الجمعية معلمة تبلغ من العمر 35 سنة كانت تتعرض لتحرش من قبل والدها عن طريق اللمس دون الاعتداء عليها، واتضح لاحقاً أنه مدمن مخدرات، حيث كان يتعمد النوم معها في غرفتها تحت نظر الأم والإخوة الذين لم يكونوا قادرين على فعل شيء، إلى أن قامت بإبلاغ الهيئة، وتم اتخاذ الإجراء اللازم حيال ذلك، وتم حبس الأب ولا تزال إجراءات القضية قائمة. وركزت الدوخي على أهمية توعية الأبناء منذ الصغر حول مفهوم التحرش الذي قد لا يتجاوز النظر، حيث تؤكد أن هناك نظرات تندرج تحت مفهوم التحرش، ولذلك قد يخاف الطفل من أشخاص معينين لأنه شعر بخطورة نظراتهم له، أو حتى اللمسات الغريبة، وتشير إلى ضرورة أن يتنبه الأهل إلى تصرفات الطفل وأبنائهم الصغار والبالغين. وقالت إن الهيئة استقبلت حالات لفتيات تعرضن لتحرش دون أن يلحظ الأهل ذلك، ونتج عنها ردود أفعال، ومثالها حالة لفتاة كانت ترفض الذهاب لبيت عمها بسبب تحرش العم بها، وكانت تخشى من عدم تصديق والديها لها، وحالة أخرى لفتاة تركت دراستها الجامعية بسبب تعرضها للتحرش من قبل خالها الذي كان يوصلها إلى الجامعة يومياً، وحالة لفتاة تبلغ 17 سنة كانت ترفض الذهاب لمنزل خالها، لأن ابنه كان يضمّها عند السلام عليها أمام مرأى الجميع، وحالة لطفل ذي 8 سنوات تعرض لتحرش من إخوته المراهقين أثناء غفوة الوالدين. وبينت الدوخي أنها أجرت بحثا في عينة من المتعلمين والمثقفين حول تعرضهم للتحرش الجنسي، فجاءت النتائج أن 68% من عينة البحث تعرضوا لتحرش، و17.39% تعرضوا لتحرش من الأقارب أو المحارم، و14.49% تعرضوا لتحرش من غير الأقارب، مشددة على أن تحرش المحارم هو الأكثر تأثيراً على الضحية من حيث الأذى النفسي، مشيرة إلى أن المرأة والطفل هما أكثر الفئات تعرضاً للتحرش. وأشارت إلى ضرورة تعليم الطفل وسائل الدفاع عن النفس في حال تعرضه للتحرش بعد توعيته بماهية التحرش، وضرورة عدم ممارسة الوالدين للعلاقة الحميمة في وجود الأطفال الصغار، حتى لو كانوا في عمر 3 سنوات أو أقل، حيث إن الطفل سيطبّق الفعل أمام الآخرين لاحقاً. وذكرت الدوخي أنه يمكن علاج ضحايا التحرش نفسياً في مراكز الرعاية الأولية المتناثرة في الأحياء حيث توجد برامج الرعاية النفسية الأولية ويمكن عرض الطفل على الأخصائيين النفسيين هناك بكل سرية. وبينت المحامية في هيئة حقوق الإنسان في فرع الهيئة هدى السماري أن هناك فرقا بين التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي، مبينة أن هناك مشكلة تكمن في إثبات حدوث التحرش لأن القانون السعودي لا يعترف إلا بالطب الشرعي وهو المدخل الوحيد للقضاء، ودعت إلى معالجة هذا الموضوع بحكمة من قبل الأهل. أما في حال حدوث الاعتداء فإنه يتوجب الحصول على تقرير من الطب الشرعي عن طريق أخصائية النساء والولادة بالنسبة للفتاة وأخصائي مسالك بولية بالنسبة للولد، مشيرة إلى أن إمارة المنطقة تستقبل شكاوى التحرش ممثلة في برنامج التكافل الأسري الذي يقوم عليه الدكتور غازي الشمري.