الراصد للأحداث التي يشهدها الاقتصاد الغربي يجد أن هناك أزمات متكررة ما بين تراجع الدولار وفشل اليورو وتدهور العملات الغربية أمام نظيرتها الأخرى. وأوضح مدير دار الخليج للدراسات والبحوث الاقتصادية الدكتور توفيق السويلم ل"الوطن" أن الاقتصادات الغربية تعيش حاليا مرحلة إخفاق وأزمات مالية تبعها إعلان إفلاس شركات كبرى، مشيراً إلى التعثر المالي الذي أفرزته الأزمة أظهرت فشل الرأسمالية والاشتراكية كحلول اقتصادية. وقال السويلم في المحاضرة نظمتها لجنة الأوراق المالية بغرفة الرياض مساء أول من أمس : إن أزمة الديون اليونانية سيكون لها تأثيرات غير مباشرة على الاقتصاد السعودي، إلا أنها محدودة ويمكن للاقتصاد المحلي تجاوزها. وأضاف "هناك حالة من الفزع والهلع لاقتصادات الغرب سواء الولاياتالمتحدة أو أوروبا الغربية جراء الأزمة اليونانية التي بدورها صدرت أزمتها إلى باقي دول منطقة اليورو، مشدداً على أن مشروع الوحدة النقدية الغربية تم بعد مفاوضات ودراسات عميقة ومع ذلك حدثت مثل هذه الأزمة وظهر أن مشروع الوحدة متعثر الخطى". وذكر أن أزمة اليونان تبرز بوصفها أكثر المشاكل وضوحاً، وهي مشكلة قد تكون ناتجة عن سياسات اقتصادية خاطئة دون العودة إلى مصدر وحيد للسياسات الاقتصادية، ما سمح لليونان بأن تعيش بأعلى من قدراتها، وأن تخرق الشروط التي تأسس عليها اليورو. وأفاد أن الأزمة ازدادت سوءا بسبب عدم الإسراع في احتواء الأزمة وعدم تكاتف جميع منطقة اليورو لحلها مما أثر على المنطقة ككل وأصبح اليورو في موقف لا يحسد عليه أمام باقي العملات بل إن الأمر زاد إلى مستوى الاقتصاد ككل فوجدنا من المحللين والمتخصصين الاقتصاديين من يرى في الأزمة أنها بداية النهاية لقوة الغرب الاقتصادية. من جانبه استبعد كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي الدكتور جون سفاكياناكيس تأثر الاقتصاد السعودي بأزمة اليونان، حيث وصفه بأنه يحقق معدلات نمو إيجابي تعكس الثقة والمتانة التي يتمتع بها، وقال إن النمو يرتفع تدريجيا مما يجعل الاقتصاد السعودي بعيدا عن المخاطر، لكنه أشار إلى أنه يجب أن تكون هناك تحسبات من تأثيرات غير مباشرة. وقال في المحاضرة التي أدارها الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ تحت عنوان "أزمة اليونان المالية وتأثيرها على السوق السعودي": إن الوضع الاقتصادي بالمملكة جيد وإنه استطاع أن يجذب استثمارات بمليارات الدولارات في الفترة الماضية مما يزيده قوة . وأوضح أنه لا توجد مخاطر مباشرة على الاقتصاد من الأزمة ولكن يجب أن تكون هناك تحسبات من تأثيرات غير مباشرة، معتبرا تداعيات أزمة دبي أقل تأثيرا من أزمة اليونان. وقال إن الأسواق والاقتصاد الأوروبي تأثرا بأزمة اليونان متوقعا أن يتسبب ذلك في حدوث ضعف في اليورو لكنه سيعود ويقوى، وأضاف أن الضعف ستنجم عنه فوائد منها انخفاض أسعار السلع في أوروبا وهذا سينعكس على السوق الأوروبي الذي يتوقع أن يشهد نقلة وتغيرات وأن ذلك ستكون له انعكاسات على السوق الخليجية عموما نظرا لاستيراد بعض السلع من أوروبا. وقال سفاكياناكيس إن أزمة اليونان ترجع جذورها إلى تراكمات في الديون مبينا أن اليونان هي الأولى وسوف تتبعها دول أوروبية أخرى ، وأبان أن أوجه الشبه بين أزمتي دبي واليونان أن كليهما بسبب تراكمات الديون مبينا أن تأثير أزمة دبي على الاقتصاد السعودي كان محدودا بدليل النمو الجيد الذي حققه الأداء الاقتصادي الكلي في منطقة الخليج مقارنة بالأعوام الماضية، وذكر في هذا الجانب أن تأثر الاقتصاد السعودي بأزمة اليونان كان أقل من فرنسا، وقال "حقيقة إن الاقتصاد السعودي لا يواجه مشاكل ولكن يتوجب عدم الاعتقاد أننا بمنأى عن مشاكل العالم الاقتصادي".