صُدم بعض أولياء الأمور في منطقة تبوك بوجود ألعاب للأطفال في أسواق المنطقة تأخذ شكل علب "التبغ"، عليها من الخارج علامة تجارية لإحدى شركات صناعة "التبغ"، وتنتشر هذه الألعاب وتشهد إقبالا من الأطفال بمراحلهم السنية المختلفة، في الوقت نفسه طالب عدد من الآباء بإيجاد رقابة صارمة على ألعاب الأطفال، ومنع هذه الأنواع التي تغرس فيهم السلوكيات الخاطئة. يقول والد الطفل أحمد الذي التقته "الوطن" في أحد محال بيع الألعاب "بيع هذه الألعاب التي تأخذ شكل علب التبغ جريمة لا يلام عليها التاجر الباحث بنهم عن المال أيا كانت طريقته، بقدر ما تلام الجهات التي سمحت بدخول مثل هذه الألعاب إلى البلاد، إذ أنه لا يعقل أن يرى أحد مثل هذه الألعاب التي ترسخ سلوكا خاطئا ومضرا كالتدخين، ويسمح بدخولها إلى الأسوق. وأضاف أن هذه الألعاب لم تأخذ شكل عبوات التبغ فحسب، بل حملت علامات وشعارات إحدى الشركات المنتجة له، وقال "نحن كآباء نعوّل على الجهات المسؤولة لإخضاع الألعاب التي تستورد من خارج المملكة لهيئات متخصصة للتأكد من عدم تعارضها مع القيم المجتمعية، وعدم تجسيدها لأفكار خاطئة". وطالب بوضع المقاييس والشروط التي تزيل هواجس الآباء، بعد أن كانوا يشكون فيما يثار من وجود ألعاب تستهدف أخلاقيات الأطفال لتدميرها. من جهته أكد مستشار التدريب وتطوير الذات بمنطقة تبوك، ممدوح بن شلال العنزي "أن هذه اللعبة لها أثر بالغ في العقل اللاواعي عند الطفل، حيث ترسخ في ذهنه المُتعة، وتربطها بشكل علبة السجائر وشعارها، وعندما يكبر ستصبح السجائر أمرا مألوفا، ولا يستهجنها أبدا، حيث ارتبطت متعة اللعب بشكل السيجارة، وسوف تكسبه هذه اللعبة سلوكيات خاطئة، وتدفعه إلى إعادة تمثيل تلك السلوكيات في شبابه. وأشار العنزي إلى أهمية مرافقة أولياء الأمور للأطفال إلى دور الألعاب أو محال بيعها، خاصة في مثل هذا الوقت الذي يشهد رواجا للكثير من الألعاب بين الأطفال والمراهقين خاصة، حيث يتنافسون على شرائها واستخدامها بمسميات حركية عند البيع والشراء لتضفي جوا من المرح المزيف على أوقاتهم. ودعا العنزي الجهات والأفراد إلى ضرورة السعي حثيثا والتعاون من أجل إيجاد وابتكار طرق إسلامية وتربوية لجذب الأطفال، وتسليتهم بألعاب أجود وأفضل من الموجودة في الساحة. من جهة أخرى أكد المدير العام لفرع وزارة التجارة والصناعة بمنطقة تبوك، محمد بن سليمان الصائغ ل"الوطن" أن فرع الوزارة بالمنطقة ممثلا بهيئة ضبط الغش التجاري يقوم بعمله في مراقبة السلع التجارية، ومصادرة المواد المُخالفة إن وُجدت. وأضاف أن الجهة المسؤولة عن دخول مثل هذه الألعاب هي الجمارك، وهي المعنية بدخول مثل هذه السلع أو رفضها. ودعا الصائغ المواطنين بالتعاون مع الجهات المسؤولة عن حماية المستهلك إلى الإبلاغ عن المخالفات على الرقم المجاني 8001241616. يذكر أن عدد مدخني السجائر في المملكة بلغ ستة ملايين مدخن، بينهم مليون مدخنة، فيما بلغت الوفيات بسبب التدخين 6 ملايين شخص سنويا في العالم بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوان، حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية.