تنوعت عطاءات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لنشر الثقافة العربية والإسلامية والتعريف بها وزيادة انفتاحها على الثقافات الأخرى, من خلال عدد كبير من المشروعات والجوائز التي تحظى بدعمه ورعايته، والتي تَشرُف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتنفيذ عدد كبير منها. ومن هذه المشروعات "مشروع الفهرس العربي الموحد"، الذي يدخل عامه التشغيلي الثالث، ويقدم خدمات عظيمة للثقافة العربية أهلته للفوز بجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والعلوم "أعلم" كأفضل المشروعات القومية في الوطن العربي. وفي هذا السياق، تنطلق اليوم فعاليات اللقاء الثالث لأعضاء الفهرس العربي الموحد والذي تحتضنه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض. مشروع الفهرس العربي الموحد حظي بحالة كبيرة من القبول والتأييد منذ الإعلان عن إنشائه من قِبَل الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، والذي أوصى في مؤتمره العشرين بدعم الفهرس وتحويله إلى بوابة إلكترونية عربية، بالإضافة إلى ترحيب عدد كبير من المكتبات العربية بفكرة هذا المشروع، باعتباره يحقق حلما طالما انتظره قطاع المكتبات والمعلومات في الوطن العربي على مدار عقود طويلة, وتجسد هذا الترحيب في حجم الإقبال على عضوية الفهرس، والاستفادة من خدماته، والإسهام في تطويره ليقفز عدد الأعضاء خلال السنوات الثلاث الماضية منذ بدء تشغيل الفهرس من خمسة أعضاء تأسيسيين فقط إلى أكثر من 3370 مكتبة تمثل 176 جهة من جميع الدول العربية وعدد من الدول الأوروبية. وقد سبق ذلك إنشاء مركز للفهرس بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة يشرف على إدارة وتنفيذ المشروع والتعريف به, وتشكيل مجلس للفهرس برئاسة المشرف العام على المكتبة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر, وعضوية الدكتور عبدالكريم الزيد, وممثلي عدد من المكتبات العربية, والاتحاد العربي للمكتبات، وأساتذة علوم المكتبات في عدد من الجامعات العربية والأجنبية. ويقوم الفهرس العربي الموحد على أساس إيجاد إطار مشترك للعمل الجماعي للمكتبات العربية, لتوحيد وتقنين أعمال الفهرسة والتصنيف، وخفض تكاليفها والمساعدة على انتشار الكتاب العربي ونقل أوعية المعرفة العربية إلى العالم وذلك من خلال حصر النتاج الفكري العربي في قاعدة قياسية واحدة، تمثل البنية التحتية الأساسية للمكتبات العربية التقليدية والرقمية، وذلك باستخدام أحدث التقنيات في أعمال الفهرسة والتصنيف، واعتماد أرقى المعايير الببليوجرافية العالمية لجودة وضمان أعمال الفهرسة. وتتنوع خدمات الفهرس للمكتبات الأعضاء في حزمتين أساسيتين, الأولى: يمكن لكل مكتبة الاستفادة منها بمجرد استكمال العضوية, وتشمل الفهرسة المنقولة، ويقصد بها إتاحة تسجيلات ببليوجرافية ذات جودة عالية لتنزيلها من طرف الأعضاء عبر البوابة الإلكترونية للفهرس, وإضافة البيانات المحلية بما يتيح لكل مكتبة إضافة بيانات أوعيتها المحلية للتسجيلات التي تقوم بتنزيلها, بالإضافة إلى خدمات الفهرسة الأصلية والدعم الفني والتدريب. أما الحزمة الثانية من الخدمات فتحصل عليها المكتبات الأعضاء بناء على طلب بذلك، وتشمل ترقية تسجيلات مارك العالمية، وقواعد الفهرسة الأنجلوأمريكية، وإعارة التصنيف وتوفير الملفات الاستنادية, بالإضافة إلى خدمات الإيواء المؤقت للفهارس، والإعارة بين المكتبات. ويتولى مركز الفهرس العربي الموحد متابعة تسيير أعمال الفهرس أولاً بأول، وتنفيذ توجيهات مجلس الفهرس العربي الموحد، والخطط التي يعتمدها والسياسات التي يقرها. وستدشن في حفل افتتاح اللقاء الثالث لأعضاء الفهرس الخدمة المرجعية العامة للجمهور, وستكون هذه الخدمة إضافة نوعية للخدمات التي يقدمها الفهرس.