فوجئ قبلان النويصر أثناء حفره أرضه الواقعة غرب محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف بالقرب من السور الأثري استعدادا لبنائها بظهور قطع فخارية وعدد من الغرف الأثرية ذات بناء حجري جندلاوي. النويصر ذو العقد الرابع من العمر طلب حسب قوله من الهيئة العامة للسياحة والآثار إرسال متخصصين لمعاينة الموقع والتأكد من قيمتها الأثرية والتاريخية. وكانت الهيئة قد أرسلت بعثة سعودية فرنسية للتنقيب بجانب سور دومة الجندل الغربي، حيث تعتبر دومة الجندل من المناطق التي كانت ذات صلة بالحضارات الإنسانية المبكرة من خلال موقعها المتميز بين جزيرة العرب وبلاد الشام وبلاد الرافدين، وكانت ملتقى الحضارات ومحطة تبادل تجاري واتصالا ثقافيا يبن الأمم الغابرة. وظهرت دومة الجندل في العهد الآشوري كما أن هناك نصوصا مكتوبة تتحدث عنها تعود إلى القرنين السابع والثامن قبل الميلاد، كما تشير المصادر الآشورية إلى "دومة الجندل" ب"أدوماتو" أو "أدمو" وكذلك وقوعها ضمن ممتلكات قبيلة قيدار العربية. وتبدأ الإشارة إلى دومة الجندل في القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة العربية الشهيرة "زنوبيا" التي حكمت تدمر ما بين 267-272م ويبدو أن هذه الملكة غزت دومة الجندل، ولكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن الملكة من اقتحامها فارتدت خائبة، وقالت مقولتها المشهورة "تمرد مارد وعز الأبلق" الأمر الذي يدل على أنه كان في دومة الجندل حكم قوي. وكانت دومة الجندل عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل (تلخونو) و(تبؤه)أو (تاربو)، وأشير إلى الملكات الأخريات بالاسم مثل (زبيبة) و(سمسي) و(أياتي)، وقد أشير إلى هؤلاء الملكات بعبارات عامة كملكات عربيات دون تسمية عواصمهن.