دارت معارك ضارية في مصراتة أمس بين المعارضة وقوات الرئيس معمر القذافي للسيطرة على الميناء، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وتدمير عدة سيارات ومخزنين للمعدات الكهربائية والإلكترونية. كما أرغمت المعارك سفينة إنسانية وصلت الميناء لترحيل لاجئين أفارقة على الابتعاد إلى عرض البحر. وذكرت مصادر أن المعارك خلال اليومين الماضيين في المدينة أسفرت عن مقتل ما يزيد على 300 من قوات القذافي، وأسر نحو 20 عسكريا، بينهم ضابطان بالجيش برتبة عميد وأحدهما الرجل الثاني في كتيبة خميس القذافي، وفقا لموقع "ليبيا اليوم" الإلكتروني المعارض أمس. وفي السياق، ذكر الضابط المعارض في الجيش الليبي عبدالسلام محمد أمس أن قوات العقيد تحصن مواقعها حول بلدة البريقة شرق البلاد، وحفرت أنفاقا لإخفاء بطاريات صواريخ جراد طويلة المدى لحمايتها من غارات طائرات حلف شمال الأطلسي. وقال من الطرف الغربي لأجدابيا، التي تبعد 80 كلم عن البريقة "يوجد ثلاثة آلاف جندي موال للحكومة في البريقة والبلدتين التاليتين إضافة إلى وجود قناصة في المنطقة يختبئون خلف الكثبان الرملية". وفي الإطار نفسه، أعلن الحلف الأطلسي أمس أن قواته شنت هجمات استهدفت مركزا للتدريب قرب مصراتة، وآليات في طرابلس، كما تم تدمير 3 مخازن للذخيرة في المنطقة المحيطة بمدينة سرت، مسقط رأس القذافي. كما أكد التلفزيون الليبي أن قوات الحلف نفذت غارات جوية على مدينة الخمس (90 شرق طرابلس)، تركزت على القاعدة البحرية بالمدينة. وكانت البوارج الحربية لقوات التحالف قصفت أمس كابل الألياف البصرية الذي يبعد عن الشاطئ نحو 15 ميلا بحريا ويربط سرت رأس لانوف البريقة. وذكر مصدر عسكري أن هذا القصف أدى إلى قطع الاتصالات عن تلك المناطق أمس. وحول التحركات السياسية، أعلنت متحدثة باسم الحلف الأطلسي أن الحلف ينوي إرسال ممثل إلى بنغازي لإجراء اتصالات سياسية مع المعارضة. كما أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إثر محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني في روما أمس أنه "متفائل" بنهاية النزاع في ليبيا. وأضاف "نحن متفائلون لأن المعارضة تبرهن عن شجاعة كبيرة وسيطرة كبيرة. وكفاح الثوار يزداد فعالية كل يوم". وبدوره أعلن برلسكوني عن استجابته لمطلب الناتو بالمشاركة في العمليات العسكرية، إلا أن الإعلان أدى إلى انقسام في الحكومة الإيطالية. فقد أعرب كل من وزير الخارجية فرانكو فراتيني وزميله في الدفاع إنياتسيو لاروسا عن ترحيبهما بالقرار, إلا أن حزب عصبة الشمال المشارك في الحكومة سارع إلى التعبير عن رفضه لأي مشاركة عسكرية إيطالية، معتبرا ذلك مساسا بمبادئ الدستور الإيطالي. وتزامن ذلك، مع إعلان المتحدث باسم الخارجية الايطالية أمس عن عقد اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في 5 مايو المقبل في روما. وفي أديس أبابا، اتهم الاتحاد الأفريقي أمس الدول الغربية بتقويض جهوده لإيجاد حل أفريقي للصراع في ليبيا. وقال إن الحرب الأهلية الدائرة هناك تواجه خطر الدخول في حالة من عدم الحسم. ويجتمع وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وممثلون عن المعارضين بشكل منفصل مع مسؤولين من الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية منذ أول من أمس لبحث إنهاء الحرب. ووصف الاتحاد الأفريقي المباحثات ب "البداية المشجعة". وفي كوبنهاجن، انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بشدة أمس التحالف الغربي، قائلا إنه لا يملك تفويضا يسمح له بقتل القذافي، في إشارة للغارات على مقر القذافي. وأضاف خلال زيارة للدنمرك "قالوا إنهم لا يريدون قتل القذافي. والآن يقول بعض المسؤولين نعم نحن نحاول قتل القذافي. من الذي سمح بهذا؟ هل كانت هناك أي محاكمة؟ من الذي انتزع حق إعدام هذا الرجل؟"