قال نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان "إن الهيئة تعمل حالياً على العديد من مشاريع التنقيب الأثري ومشاريع المحافظة على المواقع الأثرية والتراثية وترميمها، وتأهيلها والاستفادة منها في التنمية"، مشيراً إلى أن المملكة بمساحتها الشاسعة المترامية الأطراف وما تزخر به من الكثير من المواقع الأثرية تجعل مهمة الهيئة صعبة وتتطلب وقتاً أطول. وأضاف الغبان أن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، جعل هذه المشاريع في مقدمة اهتماماته ويبذل جهوداً كبيرة لكي ترى النور وهو ما تحقق من خلال المشاريع القائمة الآن، ويأتي ذلك في إطار حرص الهيئة العامة للسياحة والآثار على إبراز ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من بعد حضاري وعمق تاريخي يمتد لحقب سحيقة ويشمل حضارات إنسانية عريقة. جاء ذلك عقب إعلان مركز الأبحاث بقطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن العام الماضي "1431- 2010" شهد الكثير من الاكتشافات الأثرية في عدد من مناطق المملكة. وقال المركز في تقريره السنوي الذي صدر أمس، "إنه تم اكتشاف العديد من الآثار في محافظة تيماء بمنطقة تبوك، من خلال بعثة مشتركة سعودية ألمانية، حيث تم إجراء تنقيبات أثرية في موقع قرية استكمالاً للأعمال التي بدأها الفريق الأثري في وقت سابق". وأضاف أن من الآثار التي تم اكتشافها في تيماء، نقوشا بالخط الآرامي وحليا معدنية وأواني فخارية تظهر عليها زخرفة الفخار المديني الذي عادة ما يؤرخ بنهاية الألف الثاني قبل الميلاد. وفي موقع جرش بمحافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير، تمكنت بعثة سعودية من قطاع الآثار والمتاحف من اكتشاف حصن البلدة وهو مبني بالحجر، والعثور على أوان فخارية متنوعة الأشكال، وقطع من الطوب الآجر، وعدد من اللقى الأثرية التي جاءت متنوعة في أشكالها وأحجامها ومادة صنعها، حيث عثر عليها في طبقات وفترات تاريخية مختلفة، تعود لفترة ما قبل الإسلام، والفترة الإسلامية المبكرة، والفترة الإسلامية المتأخرة. كما عثر في الموقع على عدد من الرسومات والكتابات من أهمها نقش يصاحبه رسم لأسد يقاتل ثوراً. وأوضح التقرير أن في جزيرة فرسان بمنطقة جازان، عثرت بعثة سعودية على منشآت حجرية، وبقايا لأعمدة حجرية أسطوانية، يرجح أنها بقايا بلدة أميلوتي التي كانت مزدهرة خلال القرن الثالث قبل الميلاد. وقامت بعثة سعودية فرنسية مشتركة في كلوة بمنطقة تبوك، بالتنقيب في الموقع، وتم اكتشاف العديد من الآثار في موقع كلوة الأثري الذي يعد من المواقع الأثرية المهمة والغنية بالعناصر الأثرية المميزة التي تدل على أن المنطقة شهدت استيطاناً على نطاق واسع منذ فترة مبكرة من حياة الإنسان وامتدت على الأرجح لفترات طويلة متعاقبة. وتم العثور في موقع كلوة على عدد كبير من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية تجسد نشاطات الإنسان في هذه المنطقة، إضافة إلى العديد من النقوش من فترة ما قبل الإسلام بالخط الثمودي، وعدد من النقوش والكتابات الإسلامية تعود لفترات مختلفة. وأشار تقرير مركز الأبحاث بقطاع الآثار والمتاحف، إلى أن بعثة سعودية فرنسية مشتركة، أجرت أعمال تنقيب في موقع الحجر في مدائن صالح، وشملت أعمال التنقيب المنطقة السكنية، ومنطقة جبل إثلب، وقد اختلفت النتائج المستقاة من التنقيب في هذه المواضع بحكم الوظيفة الخاصة لكل منها، كما تفاوتت فترات الاستيطان في المواضع المختلفة من الموقع. وذكر التقرير أن فترة السكنى الرئيسة في الموقع هي الفترة النبطية "القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي"، واستمر استخدام المنطقة السكنية حتى القرن السادس الميلادي، في حين توقف استخدام المقابر المنحوتة في الصخر عند القرن الأول الميلادي. وفي الأخدود بمنطقة نجران، عثرت بعثة سعودية من قطاع الآثار والمتاحف، على جرة فخارية تحتوي على كنز من العملات، وأختام معدنية وأحجار عليها نقوش بالخط المسند الجنوبي. وذكر التقرير أن بعثة سعودية بريطانية مشتركة، قامت بمسح أثري لبعض مواقع ما قبل التاريخ في جبة بمنطقة حائل.