أوضح مدير عام الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية بمملكة البحرين عادل الزياني، أن المفاعل النووي الإيراني "بوشهر" يسبب قلقا لدول الخليج العربي، مشيرا إلى أن القلق يكمن في أن الإجراءات الوقائية في حال وقوع زلازل هي احترازات متواضعة وغير معلومة وغير مراقبة على المستوى الدولي. وقال "طلبنا كجهات بيئية في منطقة الخليج من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تشدد إجراءات الرقابة على هذا المفاعل، وأي تسرب إشعاعي سيعرض المنطقة إلى خطر جسيم ومحدق على الهواء ومياه التحلية والغذاء فهو لا يبعد عنها أكثر من 200 كيلو متر". جاء ذلك في تصريحات صحفية له خلال مشاركته أمس في مؤتمر تحلية المياه بالبلدان العربية الذي يختتم فعالياته اليوم، بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض. وحول تأثر دول الخليج جراء انفجار المحطة النووية المتضررة من الزلزال في محافظة فوكوشيما اليابانية، أوضح الزياني أن جميع الدول أخذت الاحتياط اللازم للتصدي لأي مخاطر محتملة عن طريق منع السفر والغذاء وفحص البضائع، غير أن المعلومات التي لدينا هي أننا بعيدون عن حركة التيارات الهوائية التي قد تحمل أي ملوث أو إشعاع أو أبخرة مشعة عن طريق الجو وهو شيء مطمئن. وعن خطورة تنقل السفن التجارية والناقلات واحتمالية تلوثها بالمواد المشعة، قال الزياني "يوجد تخوف من مياه التوازن، وهي المياه التي تحتاجها الناقلة لكي تثقل بها الصهاريج، وبالتالي السفن تقوم بأخذ المياه من اليابان، وتعبر بها عبر المحيط إلى الخليج، وعند وصولها للخليج تفرغ هذه المياه لكي تصبح خفيفة، وهنا التخوف من أن تحمل بعض السفن بالنظائر المشعة، خصوصاً بعد اكتشاف نسبة عالية من اليود المشع في المياه الموجودة باليابان". وأضاف: طلبنا من منظمة البحار العالمية ووكالة الطاقة الذرية عدم تصريف تلك المياه من الناقلات بالخليج، وإنما تصرف قبل وصولها لمنطقتنا ب200 كيلو متر، وأخذنا ضمانات بذلك لضمان السلامة، على الرغم من أن هناك معلومات تفيد بأن النظائر المشعة المحمولة بالماء واليود المشع لا يتعدى نصف عمرها الافتراضي أكثر من 8 أيام، وهي المدة التي تبحر فيها السفينة، إلا أننا قمنا احتياطياً بأن تصرف مياه التوازن في المنطقة الداخلية للخليج البعيدة. إلى ذلك، قال المختص في إنشاء محطات التحلية بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المهندس حمد البابطين، إن التلوث البيئي في منطقة الخليج يعتبر أحد المهددات في مشكلة تآكل محطات تحلية المياه. وحذر من تزايد وارتفاع معدلات تآكل محطات تحلية المياه في الخليج والبحر الأحمر عن مثيلاتها في دول العالم، وقال "التآكل الذي يحدث في مياه البحر الأحمر والخليج العربي أسرع وأكثر من أمثاله في مياه المحيطات والبحار الأخرى"؛ مرجعاً ذلك إلى الارتفاع الكبير للأملاح المسببة للتآكل من ناحية، ولارتفاع درجة حرارة المياه من ناحية أخرى. ودعا البابطين إلى تبني استخدام سبائك من معادن ومواد تتناسب مع الاستخدام البيئي والمواد الصديقة للبيئة، ويتم تصنيعها من مجموعة من المواد المتعددة والتي لا تتأثر بالتآكل والتي يمكنها العمل في ظروف قاسية وفي ظل متغيرات حرارية وتغير نسب الرطوبة في المنطقة، ويمكن تطبيقها هندسيا وفنيا دون مشاكل أو معوقات، خاصة تلك المستخدمة في منطقة الخليج.