محمد علي مفرح، تجاوز الثمانين من عمره وهو من قبيلة المنجحة التابعة لمركز الحريضة برجال ألمع، يمارس الفنون الشعبية "كالدمة" و"الخطوة" و"الربخة" بكل اقتدار. حيويته تتفوق على الشباب الذين يشاركونه في الصف والأداء، لكنه كان مختلفًا عنهم فهو الموجه لهم وقائد الفريق. وبهر العم مفرح جمهور الحاضرين حين قاد أفراد قبيلته في استعراض القبائل في افتتاح المهرجان الأول للروبيان في الحريضة. ويقول (أبو علي): إنه لم يكن يتوقع أن يمارس موروثه الشعبي على أنغام الموسيقى وإيقاعات الطبل، وتابع: الفنون الشعبية لغة حية تدل على حياة المجتمعات، لم تتعارض معها الآلات الموسيقية التي كانت تصاحب (الأوبريت) في ليلة عطرها نسيم البحر. كان العم مفرح يرتدي زيه الشعبي الذي تناغم مع بياض لحيته المخضبة بالحناء، يرفع عكازه تارة إلى الأعلى وتارة يستبدله ب(جنبيته) الأثرية ملوحًا بها يسرة ويمنة. وقال العم مفرح: إنه يهوى الطرب والفن الشعبي ويمارس مجمل الفنون التهامية في منطقة عسير، ويحث الشباب على الحفاظ على هذا الموروث فهو منبع الأصالة في المجتمعات.