تجددت شكوى بعض المرضى من نقص بعض أصناف الأدوية في صيدليات المستشفيات الحكومية التي يراجعونها بهدف العلاج، مما يضطرهم إلى شرائها على نفقتهم الخاصة، الأمر الذي نفته صحة جدة، مؤكدة أن بعض المراجعين يرغبون في أدوية معينة تحت مسميات تجارية، رغم أن الأدوية التي يصفها الأطباء بأسماء علمية متوفرة في صيدليات المستشفيات الحكومية. وفي هذا السياق، أكدت مني الغامدي التي التقت بها "الوطن" أمام صيدلية مستشفى الملك فهد بجدة، أنها تعاني من ارتخاء في عضلات النصف الأيمن من الجسم، وأن الطبيب المختص داخل العيادات، كتب لها وصفة طبية، إلا أنها فوجئت بعدم توافر معظم أدوية الوصفة داخل صيدلية المستشفى. وأضافت أنها راجعت الصيدلية بعد أسبوعين، كما طلب منها الصيدلي، لكن دون جدوى، حيث لم يتوفر الدواء المطلوب ما دفعها لشرائه على حسابها الخاص. ويتفق معها أحمد الصبحي بقوله: أنا مريض بالسكر وضغط الدم، وأراجع المستشفى باستمرار، وفي كل مرة أواجه نقص الدواء بالصيدلية، ويطلب مني مسؤولوها الانتظار والمراجعة بعد 15 يوماً حتى يتم تأمين الدواء. ويتساءل: هل من المعقول أن ينتظر مريض بأمراض مزمنة أسبوعين بلا دواء؟.. مؤكداً أنه يضطر لشراء الدواء من أي صيدلية رغم الكلفة المادية العالية التي تتراوح بين 180 و280 ريالا. وطالب سعيد بصفر بتخصيص رقم هاتف مجاني يلجأ إليه المرضى لتقديم الشكاوى في حال عدم توفر الأدوية التي يحتاجونها داخل المستشفيات الحكومية، وضرورة وجود حملات رقابية مكثفة على كافة المستشفيات. من جانبه، أكد مساعد مدير الشؤون الصحية بجدة للتمويل الدكتور عبدالله الزهراني أمس، أن الوزارة تقوم بتوفير كافة الأدوية، مشيراً إلى أن بعض مراجعي المستشفيات يطلبون باستمرار أدوية تحت مسميات تجارية، رغم أن الأدوية يتم وصفها من قبل الأطباء بأسماء علمية وهي متوفرة في صيدليات المستشفيات الحكومية، إلا أن إصرار العديد من المرضى على أسماء الأدوية التجارية يدفعهم لتفسير الأمور بشكل مغلوط والشكوى من نقص الأدوية بالصيدليات. كما أكد الزهراني وجود آليات في المستشفيات لتأمين الأدوية للمرضى المنومين داخل المستشفيات الحكومية، حيث يتعهد المستشفى بشراء الدواء للمريض، بشكل فوري وتوجد موازنة وضعتها الوزارة لشراء الأدوية التي يحتاجها المرضى المنومون. وفي ذات السياق، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ضرورة توفر كافة الأدوية في جميع الصيدليات داخل المستشفيات الحكومية، وفي حالة عدم توفرها وبخاصة أدوية الأمراض المزمنة، فهناك آلية تسمح لمديري الشؤون الصحية في كافة المناطق بالشراء المباشر للأدوية من السوق المحلية، دون الرجوع للوزارة. إلى ذلك، أشار مدير مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور سالم باسلامة، إلى أن هناك نوعين من الأدوية، نوع متوفر يتم صرفه للمريض بعد أسبوع أو أسبوعين حسب الشركة التي تورد الأدوية، والنوع الآخر غير متوفر في صيدلية المستشفى، ويتم توفيره عن طريق الوصفات المباشرة للمريض حيث تتم كتابة تقرير طبي بهذا الأمر، ويتم توفير الأدوية المطلوبة للمريض بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وأكد باسلامة أن صرف هذه الأدوية قد يتأخر لأوقات محددة لأن الأدوية التخصصية تصل من الوزارة باسم المريض، ويتأخر صرف الدواء لظروف عملية النقل أو التوزيع من الشركات.