على الرغم من الظروف التشغيلية الصعبة التي مرت بها البنوك السعودية العام الماضي بسبب الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون العائلية لكل من مجموعتي سعد القابضة وأحمد حمد القصيبي وإخوانه، إلا أن وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني رفعت من تصنيفها لمصرفي الراجحي وسامبا بسبب متانة وضعهما المالي ورفعت نظرتها المستقبلية للبنوك السعودية للاستثمار إلى مستقرة من سلبية. وقالت المؤسسة أول من أمس إنها رفعت التصنيفات للبنكين رغم زيادة القروض المتعثرة لديهما في العام الماضي إذ زادت الديون المتعثرة للراجحي بصورة طفيفة بلغت 3.1% من إجمالي الديون التي قدمها المصرف فيما ارتفعت الديون المتعثرة لدى سامبا بنفس النسبة مقارنة بنحو 1.7% في عام 2008. ورفعت الوكالة من نظرتها المستقبلية للبنك السعودي للاستثمار من سلبية إلى مستقرة نظراً لأن أداء المحفظة المالية للبنك كان أفضل من المتوقع له مما ساهم في إدارة البنك لجودة أصوله المتراجعة بصورة جيدة. ورفعت المؤسسة تصنيفها الائتماني على المدى الطويل لمجموعة سامبا المالية السعودية من "A" إلى"A+"، مع منحها نظرة مستقبلية مستقرة نظراً لنجاح البنك في تنويع ديونه ما بين الشركات والأفراد والذي خلق توازناً لدى محفظة الديون لديه. وقالت الوكالة إن مصرف الراجحي تمكن من إهلاك بعض الديون المتعثرة بكفاءة في الوقت الذي يتمتع فيه البنك بملاءة قوية وهو الأمر الذي يجعل تراجع جودة أصول البنك أمرا صعباً في الوقت الحالي. وقال محلل الائتمان في مؤسسة "ستاندرد اند بورز" نيكولا هاردي في تصريحات مصاحبة للتصنيف إن "تحسن التقييم يعكس مرونة الأداء المالي لمجموعة سامبا المالية والرسملة الصلبة، وقوة التمويل وارتفاع مؤشرات السيولة". وأضاف أن "رفع التصنيف درجة واحدة يعكس رأي "ستاندرد اند بورز" بترجيح قيام الحكومة بتوفير دعم غير عادي لسامبا إذا لزم الأمر. واعتبر أن "سامبا" تم تصنيفه كمصرف يتمتع بأهمية كبيرة في المملكة. ولفتت "ستاندرد أند بورز" أن النظرة المستقبلية المستقرة تعكس محافطة سامبا على مكانتها التجارية الرائدة، ورسملة قوية ومخاطر متوازنة، وإيرادات تشغيل متينة، مضيفة أنها لا تتوقع تغييرا كبيرا في هيكلية حملة الأسهم. من جهة ثانية، رفعت "ستاندرد أند بورز" تصنيفها الائتماني لمصرف الراجحي من "A" إلى "A+" على المدى الطويل وأكّدت على تصنيفها "A-1" للبنك على المدى القصير، مع نظرة مستقبلية مستقرة. واعتبرت المؤسسة أن المكانة القوية للبنك في سوق التجزئة السعودي وربحيته التي وصفتها بالمتفوقة واستراتيجية نموه وحسن إدارة المخاطر، جميعها عوامل دعم للبنك. وقال هاردي إن النظرة المستقرة تأتي نتيجة استمرار استفادة الراجحي من ميزاته ومحافظته على مكانته بالرغم من المنافسة المتزايدة. ورأى أن هناك مجالا محدودا لمزيد من رفع تصنيف البنك على المدى المتوسط، مضيفا أن رفع التصنيف ممكن في حال تحسن تنوع أعماله وتوسعه جغرافيا بعيدا عن نشاطه المتخصص بقطاع التجزئة المحلي. كما رفعت ستاندرد آند بورز نظرتها المستقبلية للبنك السعودي للاستثمار من سلبية إلى مستقرة مبقية على التصنيف الائتماني طويل الأجل للبنك عند درجةA- وأرجعت المؤسسة هذه الخطوة إلى متانة رأسمال البنك إضافة إلى التوقعات باستمرار تحقيق الربحية مما سيعوّض عن أي تراجع محتمل في نوعية أصول البنك خلال العام الجاري.