بدا أن عقود الفل التي طوقت بها صامطة أعناق شعراء مسائها الجميل، وهي تستقبلهم في ليلة من شعر، تركت أثرها في تجلياتهم طوال الدقائق التسعين التي جمعتهم بجمهور اكتظت به صالة معهدها العلمي الأربعاء الماضي. وفي وقت بدا أن تجلي عريف الأمسية عطية الخبراني كان خارج إطار كل المثيرات والمؤثرات بما في ذلك الجمهور العريض الذي حرّض وألهب المكان، حيث كان للشعراء أحمد التيهاني ويحيى الشعبي وأحمد السيد عطيف حضورهم في الأمسية التي دعاهم لها ونظمها نادي جازان الأدبي بمحافظة صامطة، تلك التي أثبتت علاقتها الخاصة مع الشعر على مستوى الحضور إن كان في النوع حيث الشعراء والكتّاب والإعلاميون والمعلمون والطلاب، وإن كان في الكم الذي كان أحد أبرز ملامح ذلك المساء الجميل. استهل الخبراني الأمسية بصخب مفاجئ من تقديم علق عليه أحد الحضور بأنه ربما أنهى الأمسية قبل أن تبدأ ما لم يكن للشعراء كلمة أخرى, وهو الأمر الذي تحقق بمجرد أن أذعنت الصالة لأحمد التيهاني منذ أول حتى آخر دهشة شعر في "طعم كفيك" التي افتتح بها الجولة الأولى من الجولات الثلاث التي جاءت جميعها بطعم العسل، تلتها قصيدة عمودية بعنوان "بي عنك"، ليكون المتحفزّون للجمال على موعدٍ مع أحمد السيّد عطيف، الذي أهدى قصائده – في البدء – إلى صامطة، بادئاً بقصيدة "استسقاء"، ثم "قالت ألوه"، وبهما أخذ المصغون إلى الشعر بوصفه حالةً تشفُّ عن الوجدان، وتشفُّ الذات من داخلها، تلاه يحيى بن إبراهيم الشعبي، فألقى "إلى رجل يحبه الكل", موجهاً إيّاها إلى خادم الحرمين الشريفين بمناسبة عودته سالماً إلى أرض الوطن، ثم "غرامك لا غرامهن"، وهكذا تأخذ الجولتان الثانية والثالثة دورتيهما بين نصوص من ترف وليل من دهشة وحضور من استمتاع, ليعلن الخبراني اللحظة الأخيرة من ليلة شعرية استثنائية شهدتها محافظة تعشق الشعر وجمهور يتنفسه. وفي ختام الأمسية قدم النادي الأدبي درعا تذكاريا لمدير المعهد العلمي بصامطة مقدرا له ولمنسوبي المعهد حسن الاستضافة, وللشعراء, كما قدم ثلاثة دروع أخرى لشعراء المساء, شاكرا الجمهور الكريم على الحضور المميز.