"من أمن العقاب ارتكب المخالفات في وادي لجب"، هذه العبارة تجسد ما تشهده المنطقة التي تعدها الهيئة العامة للسياحة من أفضل المواقع السياحية في المملكة، وتعكف على تطويرها، إلا أن شركات مجهولة تنزح مياه الوادي بطرق عشوائية الأمر الذي تسبب في تلوث المنطقة وتخريب طبيعتها ولاسيما في ظل غياب الجهات المسؤولة عن أصحاب صهاريج المياه الذين أطلقوا العنان للعمالة الوافدة لنزح مياه الوادي، التي لم يعد بعضها صالحا للاستخدام الآدمي. "الوطن" رصدت الضرر الذي لحق بالوادي جراء الإهمال وعبث العمالة الوافدة، التي تسحب المياه منه، متجاهلة روعة المكان والآثار السلبية لتصرفاتهم. وبالوقوف على آراء المتنزهين، ومنهم محمد أحمد المسملي، الذي قدم من مدينة جازان التي تبعد عن الوادي حوالي 160 كلم، أوضح أنه من الزوار الدائمين لهذا الوادي نظرا لطبيعته الخلابة، معربا عن أسفه لأعمال التخريب والعبث التي طالت الوادي. وناشد المسؤولين بالتدخل لحماية الوادي، وتطويره وجعله قبلة للسياحة الداخلية. فيما أبدى المواطن حمد يحيى ملحان استياءه من سحب مياه الوادي من قبل صهاريج تقودها عمالة وافدة همها الربح المادي فقط مؤكدا أنهم يضايقون المتنزهين والسياح، مما سبب عزوفهم عن زيارة الوادي إضافة إلى عدم توفر الخدمات السياحية، مطالباً بحماية الوادي. وأبدى دهشته لغياب الأجهزة الرقابية لوقف عملية نزح المياه من قبل العمالة الوافدة. كما التقت "الوطن" ببعض سكان منطقة الريث القريبة من الوادي، ومنهم محمد مفرح السلمي، فقال إن العمالة الوافدة تسحب المياه من الوادي منذ فترة طويلة، حيث يقيمون سواتر ترابية وصخرية عند نهاية الأودية لعمل مستنقعات مائية تسهل عملية سحب المياه إلى الصهاريج، مؤكدا أن هذه الطريقة أوقفت تدفق المياه إلى أنحاء الوادي، مما تسبب في جفاف مناطق متفرقة من الوادي وانحسار الغابات. وأضاف: لا نعلم الوجهة التي تتجه إليها هذه الصهاريج، مبدياً قلقه من أن يبيعونها للمواطنين مما قد يتسبب في كارثة حقيقية. وأضاف أنه يأمل القيام بحملات توعوية وتربوية للمتنزهين للحد من ظاهرة الكتابة على الجدران وسفوح الأودية حفاظا على جمالها. من جهته، قال مدير عام المياه بمنطقة جازان المهندس حمزة قناعي، إن صهاريج المياه لاتبيع لأي جهة حكومية ولا لأي جهة رسمية تختص بالمياه، مضيفا أن جميع مشاريع السقيا متابعة وبدقة. وأوضح أن مياه السقيا تخضع لإجراء تحاليل للعينات وبشكل أسبوعي للتحقق من نظافتها وسلامتها ومدى صحتها للشرب. إلى ذلك، أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة في منطقة جازان رستم الكبيسي، أن الهيئة عملت في وقت سابق مخططات تصميمية لوادي لجب وسلمته لبلدية الريث، وأن المشروع طرح للمنافسة، ولم يصلنا جديد حوله، مشيرا إلى أنه سيناقش الموضوع مع أمانة منطقة جازان بشكل عاجل. من جانب آخر، أوضح محافظ الريث عثمان هادي راجحي، أنه سيفتح تحقيقا عاجلا مع أصحاب الصهاريج لمعرفة الجهة التي تنتمي إليها ومحاسبتها، منتقداً ظاهرة الكتابة على جنبات الوادي. وأشار إلى أنها تشوه جماليات الوادي، لافتاً إلى أنه في طور إعداد خطة إعلامية في المحافظة تستهدف الزائرين والسياح للحد من ظاهرة الكتابة على جنبات الوادي.